responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناظرة بين الإسلام والنصرانية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 178
انبثق من ذات الله وصاروا يبالغون في هذه النظرية حتى وصلوا إلى القول ببنوته لله وأنه الله إلى آخر الخلافات العقائدية التي تَمخضت عنها مجامعهم الكنسية من أول مجمع نيقية عام 325 م، إلى ما تلاه من مجامع.
إن الحديث عن الإطراء يطول ولكننا نريد أن نوصي المسلمين بأن يحذروا المبالغة في الإطراء حتى لا يدخل عليهم الشر الذي دخل على الأمم قبلهم. ولقد ندد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم باليهود والنصارى لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد. ففي آخر وصاياه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم كما تقول أمنا المبرأة عائشة رضي الله عنها: لما نزل برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم (أي مرض الموت) طفق يطرح خميصة على وجهه حتى إذا اغتم بها كشفها وقال: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» . يحذر مثل ما صنعوا [1] . وتقول أم حبيبة تحكي لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم ما رأته في الحبشة من الكنائس وما فيها من صور وقبور فقال لها: «أولئك كان إذا مات فيهم الرجل الصالح أقاموا على قبره مسجدا، أولئك شرار الخلق عند الله» [2] .
فليحذر المسلمون أن يبالغوا في إسراء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم فإن الشر يأتي من باب الإسراف في الإطراء.
والآن أترككم مع الأستاذ العلامة إبراهيم خليل أحمد يطوف بنا حول موضوعات تتصل بالأقانيم الثلاثة - والبنوة كما جاءت في كتبهم - ثم كيف تطرق الثالوث إلى العقيدة المسيحية ثم يحدثنا إن اتسع الوقت عن المجامع

[1] الحديث رواه البخاري 1 / 422، 6 / 386، ومسلم 1 / 377 واللفظ له، والنسائي في 1 / 115، والدارمي 1 / 326، وأحمد في المسند 1 / 218، وعبد الرزاق في المصنف 1 / 406، وأبو عوانة في صحيحه 1 / 399.
[2] الحديث رواه البخاري 1 / 416 - 422، ومسلم 2 / 66، والنسائي 1 / 115، وابن أبي شيبة في المصنف 4 / 140، وأحمد في المسند 6 / 51، وأبو عوانة في صحيحه 1 / 400، وابن سعد في الطبقات 2 / 240، والبغوي 2 / 415، والبيهقي في السنن الكبرى 4 / 80.
اسم الکتاب : مناظرة بين الإسلام والنصرانية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست