اسم الکتاب : مقالة التعطيل والجعد بن درهم المؤلف : التميمي، محمد بن خليفة الجزء : 1 صفحة : 76
فلما كثرت الجهمية في أواخر عصر التابعين كانوا هم أول من عارض الوحي بالرأي.)
ثانياً: أن بدعة هؤلاء كانت في أعظم مسائل الإيمان ألا وهي الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته، بل أعظم مسائل الدين وهذا ما لم يسبقهم إليه أحد من أهل المقالات إلا القدرية روى عبد الله بن الإمام أحمد بسنده عن أبي المعتمر سليمان بن طرخان التيمي[2] قال: (ليس قوم أشد نقضاً للإسلام من الجهمية والقدرية، وأما الجهمية فقد بارزوا الله تعالى؛ وأما القدرية فقد قالوا في الله عز وجل)
ودخل رأس من رؤوس الزنادقة يقال له "شمعلة" على المهدي فقال: دلني على أصحابك. فقال: أصحابي أكثر من ذلك. فقال: دلني عليهم. فقال: صنفان ممن ينتحل القبلة: الجهمية والقدرية.
الجهمي إذا غلا قال ليس ثم شيء وأشار إلى السماء. والقدري إذا غلا قال: هما اثنان، خالق خير وخالق شر فضرب عنقه وصلبه.4
وقال عبد الله بن المبارك: (ليس تعبد الجهمية شيئاً) [5] وقد مضى عصر الصحابة6 وعقيدة الإيمان بأسماء الله وصفاته محفوظة
1- الصواعق المرسلة 3/1069-1070.
2- شيخ الاسلام أبو المعتمر سليمان بن طرخان القيسي البصري مولاهم، لم يكن تيميا بل نزل فيهم، ثقة عابد، مات سنة 143هـ (التقريب 1/326) .
3- السنة لعبد الله بن الإمام أحمد 1/104، 105 رقم (8) .
4- كتاب خلق أفعال العباد ص11، توضيح المقاصد وتصحيح القواعد 1/48.
5- السنة لعبد الله بن الإمام أحمد 1/109 رقم (17) .
6- كان آخر الصحابة موتاً الطفيل عامر بن واثلة الليثي رضي الله عنه، وصحح الذهبي أنه مات سنة عشر ومائة. انظر تدريب الراوي 2/228،229.
اسم الکتاب : مقالة التعطيل والجعد بن درهم المؤلف : التميمي، محمد بن خليفة الجزء : 1 صفحة : 76