responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 194
وَلَا تنهني إِن تهت سكرا معربدا ... فَأَنت الَّذِي استحسنت فِيك هتيكتي
وَلَا تلح إِن غنيت فِيك تطربا ... فَلَو وجدت وجدي الْجبَال لغنت
وَمن عجب حمل الْجبَال هوى بِهِ ... طلعت وَعَن حملي قَدِيما تأبت
فَمن قيس ليلى العامرية فِي الْهوى ... وَمن قيس لبنى أَو كثير عزة
إِذا تليت آيَات ذكري فقابل ال ... مَجْنُون ذكري بِالسُّجُود لحرمتي
وَأوجب كل مِنْهُم الْوَقْف عِنْدهَا ... وَسلم أَن لَا قصَّة مثل قصتي
فَمن فضل كاسي شرب غَيْرِي وَلم يكن ... يُقَاس بسكري سكر شَارِب فضلتي
يبلبل بالي لَا لنوح حمامة ... وينهل دمعي لَا لإيماض برقة
وَلَو كنت مُحْتَاجا للتنمم باعث ... يُحَرك أشجاني لبانت نقيصتي
ولكنني مني وَفِي نواعش ... تحركني فِي كل سر وجهرة
فَلَا رقدة تَغْدُو عَليّ بفترة ... وَلَا يقظة تَغْدُو عَليّ بغفلة
فَمن يشك يَوْمًا فِي هَوَاهُ فانني ... لي الشُّكْر أولى فِي الْهوى من شكيتي
تسترت جهدي فِي هَوَاك وطاقتي ... فَلَمَّا منعت الصَّبْر أبديت صفحتي
فاعلنت مَا أسررت فِيك فَلم يكن ... بقول وَلَا فعل سواك فَضِيحَتِي
فَمَا لاشتياقي فِي افتضاحي مدْخل ... وَلَا لدموع فِيك لي مستهلة
وَقد كَانَ لي فِي الصَّبْر ستر على الْهوى ... بهتكك ستر الصَّبْر أظهرت عورتي
فَلَا مَذْهَب فِي الْحبّ يشبه مذهبي ... وَلَا مِلَّة فِيهِ تقاس بملتي
يكل لساني عَن صفاتي وانما ... يعبر عني أنني ذَات وحدة
فَكل نعيم دون وَصلي شقوة ... وكل ملذ مؤلم عِنْد لذتي
وكل سَبِيل لَيْسَ يُفْضِي سلوكه ... إِلَيّ فقد أفْضى إِلَى كل خيبة
وَلَوْلَا هوى لي فِيك يحملني على ... حنوي لم أَعهد اليك بِلَفْظَة
وَكنت إِذا زلت بك النَّعْل هاويا ... أَقُول أَلا فَاذْهَبْ إِلَى حَيْثُ أَلْقَت

اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست