responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 191
وَلَو أمكن التَّجْرِيد فِي كل يقظة ... لشاهدت لَا فِي النّوم كل عَجِيبَة
وَمَا هُوَ عِنْد الله مثل لآدَم ... وَلَا ذَنْب ذَا من ذَنْب ذَاك بِنِسْبَة
ويطمع جهلا أَن سيدخل جنَّة ... ويغبط فِيهَا نَفسه كل غِبْطَة
خلافًا لما يُعْطي الْقيَاس وَلم يقم ... لَهُ الْعقل لَوْلَا النَّقْل برهَان حجَّة
أيخرج مِنْهَا آدما إِثْم زلَّة ... وَيدخل هَذَا فعله كل زلَّة
وَكَيف ترى يقْضِي الْكَرِيم بهفوة ... ويدني اللَّئِيم النذل مَعَ كل ورطة
وَلَوْلَا حَدِيث فِي الشَّفَاعَة قد أَتَى ... وَتَأْويل آيَات لايناس وَحْشَة
لما طمعت نفس تفوز بجنة ... إِذا لم تكن من كل اثم تبرت
وَمَعَ ذَا اخْتِلَاف النَّاس فِي ذَاك ظَاهر ... تُقَام عَلَيْهِ واضحات الْأَدِلَّة
وَإِذ كَانَ قد صَحَّ الْخلاف فَوَاجِب ... على كل ذِي عقل لُزُوم التقية
وَترك الْأَمَانِي الخوادع بعد أَن ... رأى بِأَبِيهِ آدم كل عِبْرَة
وَلَو كَانَ لَا يَجْزِي مسيء بِفِعْلِهِ ... وَلَا محسن ضَاعَت أُمُور الْبَريَّة
وَمَا كَانَ فِي الْأَحْيَاء وَالْمَوْت حِكْمَة ... وَكَانَ محالا حكم كل شَرِيعَة
ومستبعد إحياؤنا ومماتنا ... سدى لَا لِمَعْنى فِيهِ سر مشْيَة
أيحسن أَن تبنى قُصُور مشيدة ... بِأَحْسَن أوضاع وأجمل بنية
وتهدم عدما لَا لِمَعْنى وانه ... ليقبح هَذَا فِي الْعُقُول السليمة
وَذَلِكَ شَيْء فعله عَبث وَمَا ... يدبر هَذَا الْكَوْن بالعبثية
فَلم يبْق إِلَّا أَن يدبر أمره ... حَلِيم مُحِيط الْعلم عدل الْحُكُومَة
فَمَا شقيت نفس أَطَاعَته رهبة ... وماسعدت نفس عصته لرغبة
وَلَكِن بِنور الْعلم تسلم هَذِه ... وتعطب جهلا تيك أقبح عطبة
فيا عجبا مِمَّن يروم لنَفسِهِ ... خلاصا وَلم يرغب بهَا عَن جريرة
وَمن تائب من ذلة لَا ترى لَهُ ... دموع كأفواه الْغَمَام المكبة
وَمن مخبر لَا يعجز الله قدره ... عَلَيْهِ وَلَا يخْشَى بَوَادِر نقمة
وَمن أشرقت أنوار مرْآة عقله ... على ظلمات الطَّبْع مِنْهُ تجلت

اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست