responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 134
متوسط الْأَمر كَمَا أَن الْملك متوسط الْخلق وَالْأَمر وكما وَجب الايمان بِاللَّه من حَيْثُ الْخلق وَالْأَمر وَجب الايمان بِاللَّه وبمتوسط الْخلق وَالْأَمر {كل آمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله}
وَالطَّرِيق فِي إِثْبَات الْأَمر على نَوْعَيْنِ أَحدهمَا أَن الممكنات كَمَا احْتَاجَت الى مُرَجّح لجَانب الْوُجُود على الْعَدَم وَأَن الحركات كَمَا احْتَاجَت بتجددها الى محرك يديمها بالتعاقب ثمَّ المائلة من الحركات الى غير مَا مَالَتْ عَنهُ والمختلفات مِنْهَا الى غير جهاتها الطبيعية احْتَاجَت بتجددها الى كَون المحرك مرِيدا مُخْتَارًا ثمَّ المتوجهة مِنْهَا الى نظام الْخَيْر دون الْفساد وَالشَّر احْتَاجَت الى كَون المحرك آمرا أَمر التَّدْبِير وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَأوحى فِي كل سَمَاء أمرهَا} ثمَّ الحركات الانسانية كَمَا احْتَاجَت الى إِرَادَة عقلية فِي جهاتها المتباينة كَذَلِك احْتَاجَت الى مُكَلّف آمُر ناه فِي حُدُودهَا الْمُخْتَلفَة حَتَّى يخْتَار الْمُكَلف الْحق دون الْبَاطِل فِي الحركات الفكرية والصدق دون الْكَذِب فِي الحركات القولية وَالْخَيْر دون الشَّرّ فِي الحركات العملية وكما أَن أَمر التَّدْبِير جَار على عُمُوم الْخلق لنظام وجود الْعَالم الْكَبِير كُله وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم مسخرات بأَمْره أَلا لَهُ الْخلق وَالْأَمر تبَارك الله رب الْعَالمين} كَذَلِك أَمر التَّكْلِيف جَار على خُصُوص الْخلق لنظام وجود الْعَالم الصَّغِير وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا النَّاس اعبدوا ربكُم الَّذِي خَلقكُم} وَكَذَلِكَ جَمِيع الْأَوَامِر والنواهي المتوجهة على النَّاس وكما أوحى فِي كل سَمَاء أمرهَا بِوَاسِطَة ملك كَذَلِك أوحى فِي كل زمَان أمره بِوَاسِطَة نَبِي فَذَلِك هُوَ التَّقْدِير وَهَذَا هُوَ التَّكْلِيف
الطَّرِيق الثَّانِي فِي إِثْبَات الْأَمر الاول أَن نقُول قد ثَبت وَتحقّق بالبراهين أَن الأول الْمُبْدع ملك مُطَاع فَلهُ الْخلق كُله ملكا وملكا وَلكُل ملك فِي سُلْطَانه أَمر وَنهي وترغيب وترهيب ووعد ووعيد وَلَا يجوز أَن يكون أمره مُحدثا مخلوقا فان الْمَخْلُوق من حَيْثُ هُوَ مَخْلُوق لَا يدل الا على خَالق فَلَيْسَ لَهُ دلَالَة على الْأَمر بِمَعْنى الِاقْتِضَاء والطلب والتكليف والتعريف والحث والزجر وَالتَّرْغِيب والترهيب

اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست