responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 121
بَقَاءَهُ لَيْسَ بِوَاجِب ضَرُورِيّ وَإِذا لم يكن وَاجِبا كَانَ مُمكنا والامكان طبيعة الْقُوَّة فَإِذا يكون لَهُ فِي جوهره قُوَّة ان يبْقى وَفعل ان يبْقى وَفعل ان يبْقى مِنْهُ لَا محَالة لَيْسَ هُوَ قُوَّة ان يبْقى مِنْهُ وَهَذَا بَين فَيكون إِذا فعل ان يبْقى مِنْهُ امرا يعرض للشَّيْء الَّذِي لَهُ قُوَّة ان يبْقى مِنْهُ فَتلك الْقُوَّة لَا تكون لذات مَا بِالْفِعْلِ بل للشَّيْء الَّذِي يعرض لَهُ ان يبْقى بِالْفِعْلِ لَا بِوُجُود ذَاته
فَلَزِمَ من هَذَا ان تكون ذَاته مركبة من شَيْء كَانَ بِهِ ذَاته مَوْجُودا بِالْفِعْلِ وَهُوَ الصُّورَة فِي كل شَيْء وَمن شَيْء حصل لَهُ هَذَا الْفِعْل وَفِي طباعه قوته وَهُوَ مادته فان كَانَت النَّفس بسيطة مُطلقَة لم يَنْقَسِم إِلَى مَادَّة وَصُورَة وان كَانَت مركبة فلنترك الْمركب ولننظر فِي الْجَوْهَر الَّذِي هُوَ مادته ولنصرف القَوْل إِلَى نفس مادته ولنتكلم فِيهَا
ونقول إِن تِلْكَ الْمَادَّة إِمَّا ان تَنْقَسِم هَكَذَا دَائِما وَنثْبت الْكَلَام دَائِما وَهَذَا محَال وَإِمَّا ان لَا يبطل الشَّيْء الَّذِي هُوَ الْجَوْهَر والسنخ وكلامنا فِي هَذَا الشَّيْء الَّذِي هُوَ السنخ والاصل لَا فِي شَيْء يجْتَمع مِنْهُ وَمن شَيْء آخر فَبين أَن كل شَيْء هُوَ بسيط غير مركب أَو هُوَ أصل مركب وسنخه فَهُوَ غير مُجْتَمع فِيهِ فعل ان يبْقى وَقُوَّة ان يعْدم بِالْقِيَاسِ إِلَى ذَاته فاذا كَانَت فِيهِ قُوَّة أَن يعْدم فمحال أَن يكون فِيهِ فعل أَن يبْقى وَإِن كَانَ فِيهِ فعل ان يبْقى وان يُوجد فَلَيْسَ فِيهِ قُوَّة ان يعْدم فَبين إِذا ان جَوْهَر النَّفس لَيْسَ فِيهِ قُوَّة ان يفْسد
وَأما الكائنات الَّتِي تفْسد فان الْفَاسِد مِنْهَا هُوَ الْمركب الْمُجْتَمع وَقُوَّة ان تفْسد وان تبقى لَيْسَ فِي الْمَعْنى الَّذِي بِهِ الْمركب وَاحِد بل فِي الْمَادَّة الَّتِي هِيَ بِالْقُوَّةِ قَابِلَة كلا الضدين فَلَيْسَ إِذا فِي الْفَاسِد الْمركب لَا قُوَّة ان يبْقى وَلَا قُوَّة ان يفْسد فَلم يجتمعا فِيهِ
وَأما الْمَادَّة فاما ان تكون بَاقِيَة لَا بِقُوَّة تستعد بهَا للبقاء كَمَا يظنّ قوم وَإِمَّا ان تكون بَاقِيَة بِقُوَّة بهَا تبقى وَلَيْسَ لَهَا قُوَّة ان تفْسد بل قُوَّة ان تفْسد شَيْء

اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست