اسم الکتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة المؤلف : القفاري، ناصر الجزء : 1 صفحة : 351
عقائدهم ودان بذلك أكثر الشيعة بعد تخبط واضطراب، فلم يكن لهم من ملجأ إلا ذلك.
وإذا كان ابن سبأ هو الذي وضع عقيدة "النص على علي بالإمامة" التي هي أساس التشيع، فإن هناك ابن سبأ آخر هو الذي وضع البديل "لفكرة الإمامة" بعد انتهائها حسياً بانقطاع نسل الحسن، أو أنه واحد من مجموعة وضعت هذه الفكرة لكنه هو الوجه البارز لهذه الدعوى. هذا الرجل يدعى عثمان بن سعيد [1] ، زعم أن للإمام الحسن ولداً قد اختفى وعمره أربع سنوات [2] ، على الرغم من أن هذا الولد - كما تعترف كتب الشيعة ـ لم يظهر في حياة أبيه الحسن ولا عرفه الجمهور بعد وفاته [3] ، ولكن هذا الرجل عثمان بن سعيد هو الذي يزعم أنه يعرفه وأنه وكيله في تسلم أموال الشيعة والإجابة عن أسئلتهم.
ومن الغريب أن الشيعة تزعم أنها لا تقبل إلا قول المعصوم وها هي تقبل في أهم عقائدها دعوى رجل غير معصوم، حيث استجابت الشيعة لهذه الدعوى.
ورفض عثمان بن سعيد ومن معه البوح باسم هذا الولد المزعوم أو ذكر مكان وجوده - وذلك في بادئ الأمر - ففي «الكافي» عن [1] أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري الأسدي العسكري، كان يتجر في السمن، ويعتبره الروافض الباب الأول لغائبهم المنتظر ويزعمون له كرامات وصفات كثيرة، توفي عام 280هـ. انظر: «الغيبة» الطوسي: ص 214 وما بعدها. [2] اختلفوا في عمره؛ فالطوسي يرى أن عمره أربع سنوات «الغيبة» : ص 258، ويقول المجلسي: (أكثر الروايات على أنه ابن أقل من خمس سنين بأشهر أو بسنة وأشهر) «البحارة» : (25/123) . [3] المفيد: «الإرشاد» : ص 345.
اسم الکتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة المؤلف : القفاري، ناصر الجزء : 1 صفحة : 351