اسم الکتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة المؤلف : القفاري، ناصر الجزء : 1 صفحة : 241
مؤامرة التحريف التي ادعوها في كتاب الله ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون.
وخطورة هذا الاتجاه الباطني في تفسير القرآن كبيرة، لأنه يقتضي بطلان الثقة بالألفاظ، ويسقط الانتفاع بكلام الله وكلام رسوله، فإن ما يسبق إلى الفهم لا يوثق به، والباطن لا ضابط له، بل تتعارض فيه الخواطر ويمكن تنزيله على وجوه شتى، وبهذا الطريق يحاول "الباطنية" التوصل إلى هدم جميع الشريعة بتأويل ظواهرها وتنزيلها على رأيهم [1] .
ولا شك أن تلك التأويلات إلحاد في كتاب الله: قال تعالى: (إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا ([2] قال ابن عباس: «هو أن يوضع الكلام في غير موضعه» [3] ، وذلك بالانحراف في تأويله [4] .
قال في الإكليل: (ففيها الرد على من تعاطى تفسير القرآن بما لا يدل عليه جوهر اللفظ كما يفعله الباطنية، والاتحادية والملاحدة..) [5] .
وهؤلاء الذين يلحدون في آيات الله ويحرفونها عن معانيها وإن كتموا كفرهم وتستروا بالتأويل الباطل وأرادوا الإخفاء لكنهم لا يخفون على الله [6] . كما قال تعالى: (لا يخفون علينا) . [1] «إحياء علوم الدين» : (1/37) . [2] فصلت: آية 40. [3] «تفسير الطبري» : (24/123) ، «فتح القدير» الشوكاني: (4/520) . [4] انظر: القاسمي: «محاسن التأويل» : (14/5211) ، الألوسي: «روح المعاني» : (24/126) . [5] «الإكليل» السيوطي: ص 354، على هامش «جامع البيان في تفسير القرآن» . [6] «إكفار الملحدين» محمد أنور شاه الكشميري: ص2.
اسم الکتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة المؤلف : القفاري، ناصر الجزء : 1 صفحة : 241