اسم الکتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة المؤلف : القفاري، ناصر الجزء : 1 صفحة : 205
والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان، فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين فيقرأ ويعمل بأحكامه..) [1] .
3- معتقدهم في هذه الروايات:
بعد ذكرنا لثبوت تلك الروايات عندهم وتواترها من طريقهم، تُرى هل جميع الروافض يقولون بهذه الروايات، ويعتقدون بها؟ يقول شيخهم المفيد (ت 413) - الذي يصفونه بركن الإسلام وآية الله الملك العلام - يقول:
(واتفقوا - أي الإمامية - على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأجمعت المعتزلة والخوارج، والزيدية، والمرجئة، وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية) [2] .
وهذا اعتراف من مفيدهم بأن هذه القولة الشنيعة مما شذت به طائفته. ولم يذكر مفيدهم وجود خلاف بين علمائهم في هذا المذهب! مع أن شيخه ابن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق (ت 381) قد تظاهر بمخالفة هذا في رسالته في الاعتقادات وأنكر نسبة الاعتقاد بالتحريف إليهم [3] وتبعه على ذلك المرتضي [4] (ت 436هـ) والطوسي [5] (ت 450هـ) - كما مر - وهما من [1] «الأنوار النعمانية» : (2/363، 364) . [2] المفيد: «أوائل المقالات» : ص 51. [3] انظر: محسن الأمين: «الشيعة» : ص 161. [4] انظر: الطوسي: «التبيان» : (1/3) . [5] المصدر السابق: (1/3، 4) .
اسم الکتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة المؤلف : القفاري، ناصر الجزء : 1 صفحة : 205