اسم الکتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة المؤلف : القفاري، ناصر الجزء : 1 صفحة : 133
أهل السنّة [1] وغيرهم [2] بتفسير مغاير لغرض الشيعة. فالشيعة يعنون بنشأة التشيع بداية عقائدهم في الإمامة وغيرها وهو تعسف ظاهر، وكيف ينسب لأولئك الصحب رضوان عليهم عقيدة من عقائد الشيعة في الإمامة أو الرجعة أو البداء وغيرها من العقائد.. التي بناها الشيعة فيما بعد، ثم هم لا يملكون لهذا الادعاء سنداً ... أما غير الشيعة فيربط هذا القول بوجود رأي يقول بأحقية قرابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالخلافة بعده.
ولا شك أنه إذا وُجد من يرى أحقية علي بالإمامة أو أن الإمامة ينبغي أن تكون في القرابة، فقد وجد رأي يقول باستخلاف سعد بن عبادة من الأنصار، وبأن الإمامة ينبغي أن تكون في الأنصار، وهذا الاختلاف لا دلالة فيه على ميلاد حزب معين، وتعدد الآراء أمر طبعي، وهو من مقتضيات نظام الشورى في الإسلام، فهم في مجلس واحد تعددت آراؤهم وما انفصلوا حتى اتفقوا، ومثل هذا لا يعد نزاعاً [3] . وقد اندرجوا تحت الطاعة على بكرة أبيهم لأبي بكر (، وكان علي - رضي الله عنه - سامعاً لأمره ناهضاً إلى غزوة بني حنيفة.. وبايع أبا بكر على ملأ من الأشهاد [4] .
والقول بوجود رأي من سلمان وأبي ذر والمقداد بأحقية علي في الخلافة لم أجد له ذكراً في المصادر الأصيلة، (وقد تواتر عن علي - رضي [1] ابن خلدون: «العبر» : (3/364) ، وممن يرى هذا أحمد أمين: «ضحى الإسلام» : (3/209) ، وقال علي الخربوطلي: (ونحن نرى أن التشيع بدأ بعد أن آلت الخلافة إلى أبي بكر دون علي بن أبي طالب) «الإسلام والخلافة» : ص 62. [2] انظر: «دائرة المعارف الإسلامية» : (14/58) . [3] ابن تيمية: «منهاج السنة» : (1/36) الطبعة الأميرية. [4] الجويني: «الإرشاد» : ص 428.
اسم الکتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة المؤلف : القفاري، ناصر الجزء : 1 صفحة : 133