اسم الکتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة المؤلف : القفاري، ناصر الجزء : 1 صفحة : 123
سلك التشيع - في اعتقاد الروافض - من فرق الزيدية سوى الجارودية من الزيدية [1] ، وخالص القول أن الإيمان بالنص على إمامة علي يعتبر عندهم لباب التشيع، لهذا نجد بعض علمائهم المعاصرين يعرف الشيعة على هذا النحو، فيقول إن لفظ الشيعة: (عَلَم عَلَى من يؤمن بأن عليّاً هو الخليفة بنص النبي) [2] .
وتعريف الشيعة على هذا النحو يغفل هو الآخر بعض الجوانب الأساسية في التعريف بالشيعة عندهم، حيث لم يذكر الإيمان بباقي الأئمة بعد علي - رضي الله عنه - [3] .
لهذا نرى بعض كتاب الشيعة المعاصرين يولي وجهه تعاريف أهل السنّة للشيعة ويختار تعريف ابن حزم لهم ويعتبره (من أكثر التعاريف شمولاً وأقربها للتدقيق) [4] .
يقول ابن حزم: (ومن وافق الشيعة في أن علياً - رضي الله عنه - أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحقهم بالإمامة وولده من بعده فهو شيعي، وإن خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون، فإن خالفهم فيما ذكرنا فليس شيعياً) [5] . [1] انظر التعريف بالزيدية في هذا البحث. [2] محمد جواد مغنية: «الشيعة في الميزان» : ص 15. [3] ولا يقال: إن هذا التعريف ينطبق على الشيعة من حيث المنشأ قبل وجود الأئمة بعد علي، لأن في كتبهم ما يشير إلى وجود النص على الأئمة جميعاً؛ ففي كتاب «غاية المرام» باب في نص رسول الله على علي أمير المؤمنين بأنه الإمام بعده وبنيه الأحد عشر هم الأئمة الاثنا عشر وخلفاؤه وأوصياؤه، وفيه 19 حديثاً من طرق الشيعة. [4] د. عبد الله فياض: «تاريخ الإمامية» : ص 33. [5] «الفصل» : ابن حزم: (2/107) .
اسم الکتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة المؤلف : القفاري، ناصر الجزء : 1 صفحة : 123