اسم الکتاب : مسألة الإيمان دراسة تأصيلية المؤلف : علي بن عبد العزيز الشبل الجزء : 1 صفحة : 19
أن لفظ الإيمان يتعدى إلى غيره باللام دائماً نحو قوله تعالى: {فَئَامَنَ لَهُ لُوطٌ} [العنكبوت:26] ، وقول فرعون في الشعراء: {ءَامَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْءَاذَنَ لَكُمْ} [الشعراء:49} ، وقوله تعالى في يونس: {فَمَآءَامَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ} [يونس:83] ، وقوله: {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ} [المؤمنون:47] . وقوله: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ} [الشعراء:111] ، وآيات عديدة. أما لفظ التصديق وصدق ليصدق فإنه يتعدى بنفسه نحو: قوله تعالى في الصافات: {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِناَّ كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَْ} [الصافات:105] . وفي أولها: {بَلْ جَآءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات:37] . وفي سورة الزمر: {وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ} [الزمر:74] فكلها بمقابل الكذب.
لو فرضنا أن معنى الإيمان لغة التصديق، لوجب أن لا يختص بالقلب فقط بل يكون تصديقاً باللسان، وتصديقاً بالجوارح كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق ((العينان تزنيان..)) الحديث.
كذلك لو قلنا: إن الإيمان أصله التصديق، فإنه تصديق مخصوص، كما أن الصلاة دعاء مخصوص، والصوم إمساك مخصوص يتبيَّن بالمعنى الشرعي حيث يكون للتصديق لوازم شرعية دخلت في مسماه [1] .
* * *
العلاقة بين الإسلام والإيمان:
أي هل الإسلام هو الإيمان؟ وهل الإيمان هو الإسلام؟ أو غيره. فهذا مما افترقت فيه الطوائف، كافتراقهم في مسمى الإيمان. [1] هذه الأوجه وغيرها بسطها أبو العباس ابن تيمية في مواضع من كتبه: في الإيمان الأوسط (7/529-536) ، وشرك الأصفهانية (142-143) ، والمجموع (10/269-276) ، والإيمان الكبير (126-134، 274-281) .
اسم الکتاب : مسألة الإيمان دراسة تأصيلية المؤلف : علي بن عبد العزيز الشبل الجزء : 1 صفحة : 19