responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة المؤلف : اليافعي    الجزء : 1  صفحة : 59
تلوح فِي الْقلب والمشاهدة غَلَبَة نور الْحق على الْقلب وَانْتِفَاء إحساسك بك وذكرك لَك وضميرك عَنْك فَتكون مختطفا عَن جملتك باستيلائه عَلَيْك
فَكل مَا زَاد شهودك زَادَت اجنبيتك عَنْك وَعَن الْكَوْن بِالْجُمْلَةِ وَإِذا طلعت شموس الْعرْفَان اسْتهْلك فِي ضيائها نُجُوم الْعُلُوم كَمَا قيل
(وَلما استنار الصُّبْح أدرج ضوءه ... باسفاره أنوار ضوء الْكَوَاكِب)
شُبُهَات الْمُعْتَزلَة وَالرَّدّ عَلَيْهَا

وَأما مَا ذكرت أَيهَا السَّائِل من شبه الْمُعْتَزلَة الثَّلَاث الَّتِي ذكرتها فِي الْأَوْجه الثَّلَاثَة فِي الِاعْتِرَاض على قَوْلنَا إِن الْمعرفَة تجب بِالسَّمْعِ الْمُوجب دون الْعقل عندنَا للنَّظَر الَّذِي هُوَ طَرِيقه إِلَى مَعْرفَتهَا عندنَا وعندكم إِجْمَاعًا
فالشبهة الأولى وَهُوَ قَوْلك أَحدهَا أَن السّمع مفتقر إِلَى معرفَة الله تَعَالَى وَمَعْرِفَة الله تَعَالَى مفتقرة إِلَى السّمع وَهَذَا دور مَحْض لأَنا لَا نَعْرِف السّمع حَتَّى نَعْرِف الله تَعَالَى وَلَا نَعْرِف الله تَعَالَى حَتَّى نَعْرِف السّمع فَلَا يحصلان وَلَا وَاحِد مِنْهُمَا
هِيَ عين مَا حَكَاهُ أَصْحَابنَا عَن الْمُعْتَزلَة من قَوْلهم أَن الْوُجُوب لَو كَانَ من الشَّرْع لزم إفحام الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام فَإِن الْمُكَلف لَا ينظر مَا لم يعلم الْوُجُوب وَلَا يُعلمهُ مَا لم ينظر
قلت وَقد ألزم أَصْحَابنَا مَذْهَبهم الإفحام أَيْضا فَقَالُوا فِي جوابهم وَلَو وَجب عقلا لأفحم أَيْضا لِأَن وجوب النّظر غير ضَرُورِيّ إِذْ هُوَ مُتَوَقف على مُقَدمَات مفتقرة إِلَى أنظار دقيقة
قلت لِأَن الْمُكَلف على هَذَا القَوْل لَا أنظر حَتَّى أعرف وجوب النّظر وَلَا أعرف وجوب النّظر حَتَّى أنظر
فَيلْزم فِي هَذَا من الدّور

اسم الکتاب : مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة المؤلف : اليافعي    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست