responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة المؤلف : اليافعي    الجزء : 1  صفحة : 168
بعده فتكلمت بذلك فِي الْمَشِيئَة على مَذْهَب أهل الْكَلَام الْمُخْتَلِفين فِيهَا قبل أَن ينْكَشف لي مُشَاهدَة علم الْيَقِين فَرَأَيْت فِي النّوم قَائِلا يَقُول الْقدر من الْقُدْرَة وَالْقُدْرَة صفة الْقَادِر وَالْقدر يَقع على الْحَرَكَة وَيظْهر الْأَفْعَال من الْجَوَارِح وَلَا يتَبَيَّن فَكيف تَتَكَلَّم فِي شَيْء لَا يتَبَيَّن فَجعلت على نَفسِي أَن لَا أناظر أحدا فِي هَذَا الْبَاب
قَالَ وَحدثت عَن بعض الْمَشَايِخ قَالَ كَانَ فِي نَفسِي شَيْء من هَذَا الْقدر فَكنت استكشفه فَلَا ينْكَشف حَتَّى لقِيت بعض الابدال فاستكشفته إِيَّاه فَقَالَ لي وَيحك مَا تصنع بالاحتجاج نَحن ينْكَشف لنا عَن سر الملكوت فَنَنْظُر إِلَى الطَّاعَات تنزل صورا من السَّمَاء حَتَّى تقع على جوارح قوم فيتحرك الْجَوَارِح بهَا وَنَنْظُر إِلَى الْمعاصِي تنزل صورا من السَّمَاء على جوارح قوم فيتحرك الْجَوَارِح بهَا فكشف الله عَن قلبِي الْقدر أَو قَالَ الْجَهْل بِالْقدرِ وأخلف لي الْعلم بمشاهدة الْقُدْرَة
وَقَالَ الْخلق أَهْون من أَن يَفْعَلُوا شَيْئا لَا يُريدهُ الله تَعَالَى من الْمعاصِي أَو الطَّاعَات
وَقد ظهر صِحَة قَوْلنَا وَبطلَان قَوْلهم من طريقي الْعقل وَالنَّقْل صِحَة وبطلانا واضحين للنَّاظِر الْمُعْتَبر وناهيك بذلك وضوحا للمستيقظ المستبصر أَنهم زَعَمُوا أَن مقدورات الْعباد لَيست مقدورات للرب تَعَالَى
قَالَ أَئِمَّتنَا وسبيلنا أَن نسألهم هَل كَانَ الرب سُبْحَانَهُ قبل أَن يقدر عَبده على ذَلِك مَوْصُوفا بالاقتدار على مَا كَانَ فِي معلومه أَنه سيقدره عَلَيْهِ أم لَا فَإِن قَالُوا لَا فقد ظهر بطلَان مَا قَالُوا وَقَالَ بَعضهم فقد كفرُوا لتعجيزهم رَبهم سُبْحَانَهُ فِيمَا هُوَ من جملَة الممكنات وَلم يتَعَلَّق بِهِ قدرَة العَبْد بعد
وَإِن قَالُوا نعم قُلْنَا كَيفَ يكون باقتداره العَبْد عَلَيْهِ خَارِجا عَن

اسم الکتاب : مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة المؤلف : اليافعي    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست