اسم الکتاب : مذكرة التوحيد المؤلف : عفيفي، عبد الرزاق الجزء : 1 صفحة : 94
أن يعبد، أو يتقرب إليه؟!! وبذلك أقام عليهم الحجة، وقطع عذرهم.
فيجب على من يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر أن يقتفي أثر إبراهيم الخليل في دعوته، فيتلطف مع من يدعوهم، ويسوسهم حسب ما تقتضيه أحوالهم، ويبدأ بأقرب الناس إليه، وأولاهم بإرشاده، ويقدم الإرشاد إلى عقيدة التوحيد، ويركز الحديث فيها، ويقيم على ذلك الدليل ليقنعهم بالحجة، ويسقط أعذارهم.
ادعى إبراهيم الخليل، عليه الصلاة والسلام، أن الله آتاه من العلم ما لم يؤت أباه، لا ليفخر بذلك، أو يتعالى على أبيه حتى يكون خلقًا ذميمًا، ينفَرُ الناس من حوله، ويمقتونه من أجله، بل ادَّعى ذلك ليلفت النظر إلى وجوب الإصغاء إليه، واتباعه فيما جاء به من الحق المبين، ليهديهم به إلى الصراط المستقيم.
قال- تعالى- في وصفه لِإبراهيم في دعوته: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا} [مريم: 43]
نهى إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، أباه عن طاعة
اسم الکتاب : مذكرة التوحيد المؤلف : عفيفي، عبد الرزاق الجزء : 1 صفحة : 94