اسم الکتاب : مذكرة التوحيد المؤلف : عفيفي، عبد الرزاق الجزء : 1 صفحة : 109
بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» . إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث.
ومع ذلك دبّ الخلاف بين الناس، فما من أمة من الأمم إلا وقد اختلفت بهم الأهواء حتى وضع كل لنفسه أصولا عليها يبني مذهبه، وإليها يرجع في خصومته، فتناقضت مذاهبهم، وصار كل واحد حربا على أخيه، وشغل بذلك عن كتاب الله، وهدي رسوله، عليه الصلاة والسلام، إلا أنه- سبحانه- جرت سنته، واقتضت حكمته، أن يقيّض للحق في كل عصر جماعة تقوم عليه، وتهدي الناس إليه، إنجازًا للوعد بحفظ دينه، وإقامة للحجة، وإسقاطًا للمعاذير، قال- تعالى-: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24] وقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] وقال، صلى الله عليه وسلم: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» . وفي رواية، «قالوا: يا رسول الله! من الفرقة الناجية؟ قال: " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ".» وفي رواية، قال: «هي الجماعة يد الله على
اسم الکتاب : مذكرة التوحيد المؤلف : عفيفي، عبد الرزاق الجزء : 1 صفحة : 109