اسم الکتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية المؤلف : عثمان جمعة ضميرية الجزء : 1 صفحة : 257
لم يُدخلهم ذلك في الإسلام، ولم يحرم دماءهم ولا أموالهم، وكانوا أيضا يتصدقون ويحجون ويعتمرون، ويتعبدون، ويتركون أشياء من المحرمات خوفا من الله عز وجل.
ولكن "الأمر الثاني" هو الذي كفَّرهم، وأحل دماءهم وأموالهم، وهو: أنهم لم يشهدوا لله تعالى بتوحيد الألوهية، وهو أنه: لا يدعى ولا يرجى إلا الله وحده لا شريك له، ولا يستغاث بغيره، ولا يذبح لغيره، لا لِمَلَك مقرب ولا نبي مرسل، فمن استغاث بغير الله فقد كفر، ومن ذبح لغيره فقد كفر, ومن نذر لغيره فقد كفر ... وأشباه ذلك.
وتمام هذا: أن تعرف أن المشركين, الذين قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا يدعون الصالحين مثل: عيسى وعزير والملائكة وغيرهم من الأولياء, فكفروا بهذا مع إقرارهم بأن الله هو الخالق الرازق, المحيي المميت، المدبر.
إذا عرفت هذا, عرفت معنى "لا إله إلا الله" وعرفت أن من دعا نبيا أو استغاث به أو بملك أو ولي من أولياء الله فقد خرج من الإسلام، وهذا هو الكفر الذي قاتلهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم[1].
نفي وإثبات:
وكلمة التوحيد هذه، تقوم على قطبين اثنين: أحدهما موجب والآخر
1 "الجامع الفريد" ص261 الرسالة الثالثة, تفسير كلمة التوحيد, وانظر فيه أيضا: "كشف الشبهات" والرسالة الخامسة من رسائل الشيخ عبد الرحمن بن حسن: ص356 وما بعدها. "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" 2/ 16-32، 81-82، 93، "فتح المجيد" ص45 وما بعدها.
اسم الکتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية المؤلف : عثمان جمعة ضميرية الجزء : 1 صفحة : 257