اسم الکتاب : مدخل في علوم القراءات المؤلف : السيد رزق الطويل الجزء : 1 صفحة : 287
عبد الملك بن مروان.
وأسهم الخليل بن أحمد "175هـ" في هذا المجال، وذلك بالهمز والتشديد والروم والإشمام[1].
قال خلف بن هشام البزار: كنت أحضر بين يدي الكسائي، وهو يقرأ على الناس، وينقطون مصاحفهم بقراءته عليهم[2].
وسار الناس بدافع الغيرة على نهج هؤلاء الأعلام، وأضافوا إلى رسم المصحف علامات دالة على الأرباع والأحزاب، والأجزاء، وسجدات التلاوة، ووقفات السكت، وعلامات الوقف، وأصبحت المصاحف في عصرنا تذيل باصطلاحات الضبط، وتكتب بألوان متنوعة من الخطوط، وما أصاب النص القرآني أدنى تغيير.
على أن ينبغي أن نضع في الاعتبار أننا مهما طورنا في خط المصحف لتيسير قراءته فإن ذلك لن ينال منه شيئًا وقد قال رب العالمين: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .
وهذا رأي وسط نراه أمام هذا الخلاف أولى بالقبول.
وأوجزه في نقاط محددة.
1- على ضوء ما سجلته المراجع التاريخية واللغوية يتبين أن المصحف لم يكتب بخط متميز وإنما كتب بالخط المتعارف عليه في عصر الصحابة، وأنه قد طرأت عليه تغييرات على يد أعلام الأمة وعلمائها الذين أشرنا إليهم، وهذه التغييرات تمت على مراحل مختلفة، وآخرها مصطلحات الوقف، ونحوها[3]. [1] المحكم ص6، وراجع قصة النقط الشكل في المصحف الشريف د. عبد الحي حسن الفرماوي ص96. [2] المحكم ص6، وراجع قصة النقط الشكل في المصحف الشريف د. عبد الحي حسن الفرماوي ص96. [3] راجع التعريف بالمصحف الشريف، المطبعة الأميرية. صرور من الاحتجاج للأصول
...
صور من الاحتجاج للأصول:
يقول مكي في التعليل لاجتماع همزتين في كلمة بالتحقيق أو التخفيف:
"حجة من حقق الهمزتين في كلمة، وهي قراءة أهل الكوفة، وابن ذكوان في نحو: {أَأَنْذَرْتَهُم} وشبهه أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية، ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين، وحسن ذلك عنده لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه ساكن، فلو خفف الثانية التي قبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لا سيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا فلما خاف اجتماع الساكنين حقق ليسلم من ذلك؛ ولأنه أتى بالكلمة على أصلها محققة".
ويقول: وحجة من خفف الثانية هو ما قدمنا من استثقال الهمزة المفردة، فتكريرها أعظم استثقالًا، وعليه أكثر العرب، وهو مذهب نافع وابن كثير وأبي عمرو وهشام، وأيضًا فإنه لما رأى العرب وكل القراء قد خففوا الثانية إذا كانت ساكنة استثقالًا، كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى؛ لأن المتحرك أقوى من الساكن وأثقل[1].
وفي التعليل للروم والإشمام قال:
"أعلم أن الروم والإشمام إنما استعملتها العرب في الوقف لتبيين الحركة، كيف كانت في الوصل وأصل الروم أظهر للحركة من أصل الإشمام؛ لأن الرَّوم يسمع ويرى، والإشمام يرى ولا يسمع، فمن رام الحركة أتى بدليل قوي على أصل حركة الكلمة في الوصل، ومن أشم الحركة أتى بدليل ضعيف على ذلك، والإشمام لا يكون إلا في المرفوع والمضموم"[2].
ويقول في التعليل للمد في حروف المد واللين إذا لاصقتها همزة أو ساكن مشدد، أو غير مشدد:
"فإن قيل: في العلة التي أوجبت المد فيما ذكرت؟ فالجواب أن [1] الكشف ج1 ص73. [2] المرجع السابق ص122.
اسم الکتاب : مدخل في علوم القراءات المؤلف : السيد رزق الطويل الجزء : 1 صفحة : 287