اسم الکتاب : مدخل في علوم القراءات المؤلف : السيد رزق الطويل الجزء : 1 صفحة : 173
تخفف[1] نحو: "فإن، لأن، فبأي، والآخرة"[2].
أما طريقة حمزة في تخفيف الهمزة عند الوقف فقد فصلها أبو العز الواسطي القلانسي في كتابه الإرشاد[3]. وكذلك ابن الباذش في الإقناع، ومكي في الكشف.
ويناقش مكي علة تخفيف الهمزة، ويذكر ثقلها، وبعد مخرجها، وتصرف العرب من تغيير لفظها.
أما تخصيص التخفيف بالوقف دون الوصل فعلته "أن القارئ لا يقف إلا وقد وهنت قوة لفظه وصوته فيما قرأ قبل وقفه، والهمزة حرف صعب اللفظ به، فلما كان الوقف يضعف فيه صوت القارئ بغير همز، كان فيما فيه همز أضعف، فخفف الهمزة في الوقوف للحاجة إلى التسهيل، والتخفيف على القارئ، مع أنها لغة للعرب، ومع نقله ذلك من أئمته[4].
أما عامة القراء الذين اتجهوا إلى تحقيق الهمزة في الوقف متوسطة أو متطرفة فحجتهم أنهم أتوا بالهمزة على أصل الكلام، وأنه وافق بين الوصل والوقف، وأنه إجماع من القراء غير حمزة، وأن التخفيف يحتاج إلى معاناة شديدة[5].
وقد ألف أبو محمد مكي بن أبي طالب كتابًا مفردًا في تخفيف الهمزة المتطرفة لحمزة وهشام، وذكر أمثلته وعلله، كما ذكر صور تخفيف الهمزة متوسطة ومتطرفة وعلل ذلك في كتابه الكشف عن وجوه القراءات السبع[6]. [1] الكشف لمكي بن أبي طالب ج1 ص95. [2] هذه الحروف بالترتيب "البقرة: 24، الرحمن: 13، الأعراف: 185، البقرة: 4". [3] قال القلانس: كان حمزة يلين الهمزة في الوقف إذا سكنت، ويقلبها إذا انضم ما قبلها واوًا، وإذا انكسر ياء، وإذا انفتح ألفًا، مثل: "المؤمنون، ذئب، اقرأ، من يشاء"، ونحو ذلك وإن تحركت بالفتح منونة جعلت بين بين. إلخ راجع إرشاد المبتدئ، تحقيق عمر الكبيس، رسالة مخطوطة بكلية اللغة العربية بإشرافنا. [4] الكشف ج1 ص95. [5] المرجع السابق ص98. [6] راجع الكشف من ص100 إلى ص118.
اسم الکتاب : مدخل في علوم القراءات المؤلف : السيد رزق الطويل الجزء : 1 صفحة : 173