اسم الکتاب : مختصر معارج القبول المؤلف : آل عقدة، هشام الجزء : 1 صفحة : 57
فالسمع مخلوق والمسموع غير مخلوق، وصوت القارئ مخلوق ولكن المتلو غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَالْكِتَابَةُ مَخْلُوقَةٌ وَالْمَكْتُوبُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ.
أما قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلٍ شاعر ... } [1] فالمراد من إضافة القول إليه عليه الصلاة والسلام هو التبليغ، لأن من حق الرسول - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُبَلِّغَ عَنِ الْمُرْسِلِ، لَا أَنَّ الْقُرْآنَ كلام الرسول، وقد بين الله تعالى ذلك بقوله بعد ذلك: {تنزيل من رب العالمين} [2] ، ومثل ذلك إضافته إلى جبريل عليه السلام في سورة التكوير: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذي العرش مكين} [3] فهذه الإضافة كذلك باعتبار تبليغه القرآن لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وكل عاقل يفهم ذلك فكيف يكون القرآن قول محمد - صلى الله عليه وسلم - ومرة قول جبريل؟! بل هو قوله تعالى خرج منه، وهو قول جبريل ومحمد - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك باعتبار التبليغ. ولأن القرآن خرج منه تعالى فيستحيل أن يكون مخلوقاً، لأنه محالٌ أن يكون شيء منه تعالى مخلوقاً.... فالقرآن كلام الله؛ وكلام الله صفته تعالى غير مخلوقة [4] .
*حكم من قال بخلق القرآن:
انعقد إجماع سلف الأمة على تكفير من قال بخلق القرآن، فمن قال بذلك استتيب فإن تاب وإلا قتل مرتداً بعد إقامة الحجة عليه.
-قال الإمام أحمد: مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَهُوَ عِنْدَنَا كَافِرٌ.
-وقال ابن المبارك: من قال: القرآن مخلوق، فهو زنديق. [1] الحاقة: 40، 41. [2] الحاقة: 43. [3] التكوير: 19، 20. [4] وليس أدلة على ذلك من إرشاده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا أن يقول: (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خلق) - كما في صحيح مسلم وغيره - فكيف يجوز لعاقل فضلاً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يستعيذ بمخلوق من شر ما خلق؟!
اسم الکتاب : مختصر معارج القبول المؤلف : آل عقدة، هشام الجزء : 1 صفحة : 57