responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر معارج القبول المؤلف : آل عقدة، هشام    الجزء : 1  صفحة : 216
على الخروج من الدنيا ولا تعد النومة بَعْدَ الْفِتْنَةِ فِي الْقَبْرِ مَوْتَةً مُسْتَقِلَّةً [1] ،
لِأَنَّ البرزخ [2] تابع للموتة الثَّانِيَةِ وَلَيْسَ هُوَ مِنْ دَارِ الدُّنْيَا وَلَا دَارِ الْآخِرَةِ بَلْ هُوَ حَاجِزٌ بَيْنَهُمَا، وَالتَّفْسِيرُ الأول مَحْمُولٍ عَلَى مَوْتَتَيْنِ بَعْدَ الْوُجُودِ خَلَا حَالَةِ العدم المحض قبل إيجادهم.

2-الآية الثانية: {وما أنت بمسمع من في القبور} :
فاستدلوا بذلك على نفي أن يكون الميت في قبره يسأل أو يعذب لأن الله نفى في الآية سمعه فطردوا ذلك فيما وراء السمع من أي تأثر بأي شيء، والرد بأحد أمرين حسب ما تُفَسَّرُ به الآية.
-فإذا فسرناها بنفي السماع مطلقاً قلنا إنما نفى الله قدرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على إسماعهم ولم ينف قدرته سبحانه على إسماعهم كما أسمع أهل القليب يوم بدر خطاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول لهم: (هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ حَقًّا؟) [3] فكذا هو قادر على إسماعهم وإشعارهم بسؤال القبر وعذابه وغير ذلك. ولما تعجب الصحابة من خطابه - صلى الله عليه وسلم - لأولئك الأموات في القليب قال لهم: (مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ [4] لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، غَيْرَ أنهم

[1] ومما يؤيد عدم اعتبار الموتة الثانية بعد عذاب القبر أن الكافرين يدوم عذابهم ويتصل بعذاب الآخرة كما ذكر شارح الطحاوية ولعل ما يشير إلى ذلك قوله تَعَالَى:
{وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [غافر: 45، 46] .
[2] البرزخ هو الفترة التي تمر بالإنسان من بعد موته إلى بعثه، والبرزخ في الأصل ما بين كل شيئين أو الحاجز بين الشيئين. انظر لسان العرب ص 256.
[3] وكما يسمع الميت قرع نعال الناس عند انصرافهم وتوليهم عنه، فيكون الأصل عدم السماع، ولا يمنع من وقوع السماع منهم أحياناً على وجه الاستثناء حين يشاء الله عز وجل في أحوال خاصة.
[4] قال الألباني حفظه الله: تنكر عائشة - رضي الله عنها - هذا الحديث محتجة - يقول الله تَعَالَى: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} وتقول: إن اللفظ الذي قاله - صلى الله عليه وسلم -: (ما أنتم لأعلم لما أقول منهم) انظر فقه السيرة للغزالي بتعليق الألباني ص269 ط الأولى، دار الدعوة.
اسم الکتاب : مختصر معارج القبول المؤلف : آل عقدة، هشام    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست