اسم الکتاب : مختصر إظهار الحق المؤلف : الهندي، رحمت الله الجزء : 1 صفحة : 176
في الآية (40) التي قبلها، فوصف الله تعالى المهاجرين بأنه إن مكنهم في الأرض وأعطاهم السلطة أتوا بالأمور الأربعة وهي: إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يشك أحد في أن الله تعالى قد مكن للخلفاء الأربعة في الأرض، وتوسعت رقعة الإسلام في عهدهم، فثبت كونهم آتين بالأمور الأربعة، وثبت كونهم على الحق وعلى الطريقة المرضية لله تعالى، هم وأتباعهم من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.
5 - وقال الله تعالى في سورة النور آية 55: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]
ولا شك أن المخاطبين في هذه الآية هم المؤمنون الموجودون في زمان نزولها، ولفظ الاستخلاف يدل على أن حصول ذلك الوعد يكون بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أنه خاتم الأنبياء ولا نبي بعده، فالمراد بهذا الاستخلاف إذن الأئمة والخلفاء بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وجميع الضمائر الراجعة إليهم في الآية وقعت كلها على صيغة الجمع، والجمع الحقيقي لا يكون محمولا على أقل من ثلاثة، فثبت أن هؤلاء الأئمة والخلفاء الموعودين بهذا الوعد لا يكونون أقل من ثلاثة.
وقوله تعالى: {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ} [النور: 55] وعد لهم بحصول الشوكة والقوة والنفاذ في العالم، ولا يشك أحد في حصول هذا الوعد للخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
وقوله تعالى: {دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} [النور: 55] يدل على أن الدين الذي يظهر
اسم الکتاب : مختصر إظهار الحق المؤلف : الهندي، رحمت الله الجزء : 1 صفحة : 176