اسم الکتاب : متن الطحاوية بتعليق الألباني المؤلف : الطحاوي الجزء : 1 صفحة : 44
مِنْهُمْ بِوَهْمٍ [1] أَوْ تَأَوَّلَهَا بِفَهْمٍ [2] إِذْ كَانَ تَأْوِيلُ الرُّؤْيَةِ وَتَأْوِيلُ كُلِّ مَعْنًى يُضَافُ إِلَى الربوبية بترك التَّأْوِيلِ وَلُزُومَ التَّسْلِيمِ وَعَلَيْهِ دِينُ الْمُسْلِمِينَ [3] . وَمَنْ لَمْ يَتَوَقَّ النَّفْيَ وَالتَّشْبِيهَ زَلَّ وَلَمْ يُصِبِ التنزيه [4] . فَإِنَّ رَبَّنَا جَلَّ وَعَلَا مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الْوَحْدَانِيَّةِ مَنْعُوتٌ بِنُعُوتِ الْفَرْدَانِيَّةِ لَيْسَ فِي مَعْنَاهُ أَحَدٌ من البرية [1] أَيْ تَوَهَّمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُرَى عَلَى صفة كذا فيتوهم تشبيها. شرح الطحاوية [2] أَيِ ادَّعَى أَنَّهُ فَهِمَ لَهَا تَأْوِيلًا يُخَالِفُ ظاهرها وما يفهمه كل عربي عن معناها [3] في المخطوطات الثلاث والمطبوعات " المرسلين " [4] قلت: وذلك لأن نفاة الصفا والرؤية من المعتزلة وغيرهم إنما ينفونها تنزيها لله تعالى بزعمهم عن التشبيه وهذا زلل وزيغ وضلال إذ كيف يكون ذلك تنزيها وهو ينفي عن الله صفات الكمال ومنها الرؤية إذ المعدوم هو الذي لا يرى فالكمال في إثبات الرؤية الثابتة في الكتاب والسنة والمشبهة إنما زلوا لغلوهم في إثبات الصفا وتشبيه الخالق بالمخلوق سبحانه وتعالى. والحق بين هؤلاء وهؤلاء إثبات بدون تشبيه وتنزيه بدون تعطيل. وما أحسن ما قيل: المعطل يعبد عدما والمجسم يعبد صنما
37 - وَلَا يَصِحُّ الْإِيمَانُ بِالرُّؤْيَةِ لِأَهْلِ دَارِ السَّلَامِ لمن اعتبرها
اسم الکتاب : متن الطحاوية بتعليق الألباني المؤلف : الطحاوي الجزء : 1 صفحة : 44