responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباحث العقيدة في سورة الزمر المؤلف : ناصر بن علي عائض حسن الشيخ    الجزء : 1  صفحة : 281
صاحبه بمحبة الله ـ عز وجل ـ قال تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} 1، ومن أحبه الله ـ تعالى ـ ناله كل خير، ومن أبغضه فأي خير يناله؟
ومن فضائله أن الله ـ تعالى ـ ضمن الكفاية لمن توكل عليه.
قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} 2 ومن كان الله حسبه وكافيه ومراعيه فقد ظفر بفوز عظيم، فالله وحده هو الذي تطلب منه الكفاية ـ وحده ـ ومن طلبها من غيره له الخيبة والخسران.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
"والتوكل عليه هو الإستعانة به فمن يتق الله مثال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ومن يتوكل عليه مثال {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} كما قال تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} 3 وقال: {عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا} 4 ... إلى أن قال: وأما التوكل فبين أن الله حسبه أي كافيه وفي هذا بيان التوكل على الله من حيث أن الله يكفي المتوكل عليه كما قال: {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} خلافاً لمن قال: ليس في التوكل إلا التفويض والرضا" أ. هـ5.
وعلى هذا نقول: فمن كفاه الله ـ تعالى ـ ووقاه فلا يكون هناك سبيل لعدوه في أن يطمع في الإضرار به، أو التنكيل به لأنه جعل الله ملجأه ومعاذه فهو الذي يكفيه كل مهمة ويصرف عنه كل بلية.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وأخبر: أن كفايته لهم مقرونة بتوكلهم عليه وأنه كاف من توكل عليه وحسبه وجعل لكل عمل من أعمال البر ومقام من مقاماته جزاءاً معلوماً، وجعل نفسه جزاء المتوكل عليه وكفايته فقال {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} 6. {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ} 7 {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ

1- سورة آل عمران آية: 159.
2- سورة الطلاق آية: 2، 3.
3- سورة هود آية: 3 12.
4- سورة الممتحنة آية: 4.
5- مجموع الفتاوى 16/55 ـ 56.
6- سورة الطلاق آية: 2.
7- سورة الطلاق آية: 5.
اسم الکتاب : مباحث العقيدة في سورة الزمر المؤلف : ناصر بن علي عائض حسن الشيخ    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست