إنما فتنه هواه فأضله فعبده، وعابد القبر إنما يصور في الضريح ويصنع له ما تنزو به شهواته[1].
واسمع ما قاله الأستاذ عبد الرحمن الوكيل في كتابه "دعوة الحق" ص 62.
التعبير بمن وبما عن آلهة المشركين وتحقيق ذلك
"وهذا هو سر التعبير أحيانا (بمن) في موضع، والتعبير (بما) في موضع في القصة الواحدة في القرآن، أو سر التعبير بما له دلالة على ما يعقل وبما له دلالة على مالا يعقل في الموضع الواحد، وضع هذا مكان ذاك في القصة الواحدة.
فإذا عبر بـ (ما) الدالة على ما لا يعقل فالمقصود بما أقيم بأسماء الأولياء من أصنام وتماثيل[2] وكلا التعبيرين لا يختلف أحدهما عن صاحبه إلا بالاعتبار أو كلاهما يعبر عن ذلك الغير الذي عبد من دون الله.
فتختص (من) بذاته، وتختص (ما) بالصنم أو القبر الذي أقيم باسمه: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} 3، وفي الآية التي قبل هذه الآية من السورة نفسها وهي الأحقاف {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ} ، فعبر عن شيء واحد بـ (من) و (ما) . [1] دعوة الحق:ص62 للأستاذ عبد الرحمن الوكيل. [2] المصدر السابق
الأحقاف: (5)