اسم الکتاب : كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 68
10- باب ما جاء في الذبح لغير الله
وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ} [1] الآية، وقوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [2].
..................................................................................................
قوله: "باب ما جاء في الذبح لغير الله. وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ} الآية.
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: "يأمره تعالى أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون له أنه أخلص لله صلاته وذبيحته؛ لأن المشركين يعبدون الأصنام ويذبحون لها، فأمره تعالى بمخالفتهم والانحراف عما هم فيه، والإقبال بالقصد والنية والعزم على الإخلاص لله تعالى" انتهى. فالصلوات الخمس هي أعظم فرائض الإسلام بعد الشهادتين.
قوله: "صلاتي " يشمل الفرائض والنوافل، والصلوات كلها عبادة. وقد اشتملت على نوعي الدعاء: دعاء المسألة ودعاء العبادة، فما كان فيها من السؤال والطلب فهو دعاء مسألة، وما كان فيها من الحمد والثناء والتسبيح والركوع والسجود وغير ذلك من الأركان والواجبات هو دعاء عبادة، وهذا هو التحقيق في تسميتها صلاة؛ لأنها اشتملت على نوعي الدعاء الذي هو صلاة لغة وشرعا. قرره شيخ الإسلام وابن القيم - رحمهما الله تعالى -.
قوله: "ونسكي " قال الثوري عن السدي عن سعيد بن جبير "نسكي" ذبحي، وكذلك قال الضحاك. قوله: "ومحياي ومماتي " أي ما آتيه في حياتي وما أموت عليه من الإيمان والعمل الصالح "لله رب العالمين " خالصا لوجهه، "لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " أي من هذه الأمة، وهذا قول أئمة التفسير، والمقصود أن هذه الآية دلت على أن أقوال العبد وأعماله الباطنة والظاهرة لا يجوز أن يصرف منها شيء لغير الله كائنا من كان، فمن صرف منها شيئا لغير الله فقد وقع فيما نفاه تعالى من الشرك بقوله: {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [3] والقرآن كله في تقرير هذا التوحيد في عبادته وبيانه ونفي الشرك والبراءة منه.
قوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [4] قال شيخ الإسلام: "أمره أن يجمع بين هاتين العبادتين وهما الصلاة والنسك الدالتان على القرب والتواضع والافتقار وحسن الظن وقوة اليقين وطمأنينة القلب إلى الله وإلى عدته عكس أهل الكبر والنفرة وأهل الغنى عن الله الذين [1] سورة الأنعام آية: 163-164. [2] سورة الكوثر آية: 2. [3] سورة الأنعام آية: 79. [4] سورة الكوثر آية: 2.
اسم الکتاب : كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 68