اسم الکتاب : كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 186
قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع " [1].
......................................................................................................
سخط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له إذ الرق والعبودية في الحقيقة رق القلب وعبوديته، فما استرق القلب واستعبده فهو عبده، إلى أن قال: وهكذا أيضا حال من طلب المال فإن ذلك يستعبده ويسترقه وهذه الأمور نوعان: "فمنها " ما يحتاج إليه العبد كما يحتاج إلى طعامه وشرابه ومنكحه ومسكنه ونحو ذلك، فهذا يطلبه من الله ويرغب إليه فيه، فيكون المال عنده يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه، وبساطه الذي يجلس عليه، من غير أن يستعبده فيكون هلوعا، "ومنها " ما لا يحتاج إليه العبد فهذا ينبغي أن لا يعلق قلبه به، فإذا تعلق قلبه صار مستعبدا ومعتمدا على غير الله فلا يبقى معه حقيقة العبودية لله، ولا حقيقة التوكل على الله، بل فيه شعبة من العبادة لغير الله وشعبة من التوكل على غيره، وهذا أحق الناس بقوله صلي الله عليه وسلم: " تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة "وهذا هو عبد لهذه الأمور، ولو طلبها من الله فإن الله إذا أعطاه إياه رضي، وإن منعه إياها سخط، وإنما عبد الله من يرضيه ما يرضي الله، ويسخطه ما يسخط الله، ويحب ما أحب الله ورسوله، ويبغض ما أبغض الله ورسوله، ويوالي أولياء الله، ويعادي أعداء الله، فهذا الذي استكمل الإيمان ". اهـ. ملخصا.
قوله: " طوبى لعبد " رواه الإمام أحمد عن حسن بن موسى قال: سمعت عبد الله بن لهيعة: حدثنا دراج أبو السمح: أن أبا الهيثم حدثه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أن رجلا قال: يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك. قال: " طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني قال له رجل: وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها " [2] له [1] البخاري رقم (2886 و 2887) في الجهاد: باب الحراسة في الغزو وفي سبيل الله مطولا , ومختصرا رقم (6435) في الرقاق: باب ما يتقى من فتنة المال , ورواه أيضأ ابن ماجه مختصرا رقم (4135) و (4136) . [2] ابن حبان رقم (2302) "موارد" وأحمد في " المسند" 3/71 , ورواية دراج أبي السمح عن أبي الهيثم ضعيفة، والحديث صحيح بشواهد , كما قال الألباني في " الأحاديث الصحيحة" رقم (1241) .
اسم الکتاب : كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 186