responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني المؤلف : العباد، عبد المحسن    الجزء : 1  صفحة : 140
صلى الله عليه وسلم أنَّه لا ينجو منهم إلاَّ القليل، وأنَّ البقية يُؤخذون إلى النار"، وقال: "كما أخبر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّه لا ينجو من أصحابه يوم القيامة إلاَّ القليل (مثل همل النعم) ، كما ثبت في صحيح البخاري كتاب الرقاق!! "، وهذا كذب على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإنَّه لَم يُخبر أنَّ أصحابَه لَم يَنْجُ منهم إلاَّ القليل، ولعل هذا الذي وقع من المالكي حصل خطأً لا عمداً.
وأمَّا ما جاء في بعض الأحاديث مِن أنَّه يُذاد عن حوضه أُناسٌ من أصحابه، وأنَّه يقول "أصحابي! " وفي بعض الألفاظ "أُصيْحابي! "، فيُقال: "إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك"، فهو محمولٌ على القلَّة التي ارتدَّت منهم بعد وفاة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وقُتِلوا في ردَّتِهم على أيدي الجيوش المظفرة التي بعثها أبو بكر الصديق رضي الله عنه) .
وأقول: إذا كان مصيرُ أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النار، وأنَّه لا ينجو منهم إلاَّ القليل: مثل هَمَل النَّعم بزعم هذا الزاعم، فليت شعري ما هو المصير الذي يُفكِّر به المالكي لنفسه؟!
نسأل الله السلامةَ والعافية ونعوذ بالله من الخذلان.
بل إنَّ الصُّحبةَ الشرعيَّة بزعم المالكي لَم تحصل إلاَّ للمهاجرين والأنصار قبل صلح الحُديبية، ومَن بعدهم ليسوا من الصحابة بزعمه، وعلى هذا فإنَّ قولَه: إنَّه لا ينجو من الصحابة إلاَّ القليل مثل هَمَل النَّعم، وأنَّ البقيَّة يُؤخذون إلى النار، يكون المراد به الصحابة الذين كانوا قبل الحديبية، فإذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم خيرُ هذه الأمَّة لا يَسلَمون من النار، فمَن الذي يَسلَمُ منها؟!
بل إنَّ اليهودَ والنصارى لَم يقولوا في أصحاب موسى وعيسى مثلَ هذه المقالة القبيحة.

اسم الکتاب : قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني المؤلف : العباد، عبد المحسن    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست