responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 104
والإسلام ما جاء به خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. . . {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101] فمن لم يخص الله بالاعتصام، وهو أغنى الشركاء عن الشرك، لم يعتصم عن الضلالة، ومن أخلص لله، سلم من الضلالة، ومثله قوله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 3]

[بيان ما آل إليه أمر المتصوفة من الاستعانة بغير الله]
ولقد أربى ضلال المتصوفة، واتبعهم الرعاع والجهلة، واستحوذ عليهم الشيطان، فأنساهم ذكر الله، فلا تسمع إلا يا سيدي أحمد البدوي، ويا سيدي الزيلعي، ويا سيدي عيدروس، ويا جيلاني، ولا تسمع من يذكر الله، ويلجأ إليه في البحر والبر إلا قليلًا، ولفقوا كذبات لا أصل لها، وقد عمت جهالاتهم اليوم عامة أهل وقتنا وخاصتهم، إلا من شاء الله، فيضيفون إليهم من القدرة والعلم بالمغيبات، والتصرف في الكائنات، ما يختص بالله سبحانه، حتى قالوا فلان يتصرف في العالم [1] وكل عبارة أخبث من أختها.
اللهم إنا نبرأ إليك من صنيع هؤلاء، ونسألك أن تكتبنا من الناهين عن ضلالاتهم، والمنادين لهم، ونستغفرك في التقصير، وقد علمت عجزنا عن السيف والقنا، أن نقضي به عليهم، وعن اللسان أن ننصحهم، أو ننادي به عليهم، إلا في الصحف والكتابة، والحمد لله على كل حال. انتهى.

[1] كقولهم عن عبد القادر الجيلاني - رحمه الله -: " عبد القادر الجيلاني المتصرف في الأكوان " وكوصفهم له بأنه " الغوث الأعظم " وقولهم " إذا وقعت في ضيق فناد مشايخ الطريق ".
ولا يَشُكَّنَّ عاقل في أن مثل هذه الاعتقادات شرك أكبر مخرج من الملة ولو لم تكن هذه شركا فليس على الأرض شرك، بل لقد فاق هؤلاء أدعياء الإسلام أصحاب الجاهلية الأولى في شركهم وكفرهم لأن أولئك كانوا كما قال الله فيهم: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت: 65] ، وأما هؤلاء فكما قدمنا وهم يكفرون بقوله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ الله قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ [النمل: 62] .
اسم الکتاب : قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست