responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائح الباطنية المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 1
الْمُقدمَة
[1] الْحَمد لله الْحَيّ القيوم الَّذِي لَا يستولي على كنه قِيَامه وصف واصف الْجَلِيل الَّذِي لَا يُحِيط بِصفة جَلَاله معرفَة عَارِف الْعَزِيز الَّذِي لَا عَزِيز إِلَّا وَهُوَ بقدم الصغار على عتبَة عزه عاكف الْمَاجِد الَّذِي لَا ملك إِلَّا وَهُوَ حول سرادق مجده طائف الْجَبَّار الَّذِي لَا سُلْطَان إِلَّا وَهُوَ لنفحات عَفوه راج وسطوات سخطه خَائِف المتكبر الَّذِي لَا ولي إِلَّا وَقَلبه على محبته وقف وقالبه لخدمته وَاقِف الرَّحِيم الَّذِي لَا شئ إِلَّا وَهُوَ ممتط متن الْخطر فِي هول المواقف لَوْلَا ترصده لِرَحْمَتِهِ بوعده السَّابِق السالف الْمُنعم الَّذِي إِن يردك بِخَير فَلَيْسَ لفضله راد وَلَا صَارف المنتقم الَّذِي ان يمسسك بضر فَمَا لَهُ سواهُ كاشف جلّ جَلَاله وتقدست اسماؤه فَلَا يغره موالف وَلَا يضرّهُ مُخَالف وَعز سُلْطَانه فَلَا يكيده مراوغ وَلَا يناوئه مكاشف خلق الْخلق أحزابا وأحسابا ورتبهم فِي زخارف الدُّنْيَا أرذالا وأشرافا وقربهم فِي حقائق الدّين ارتباطا وانحرافا وجهلة وعرافا وفرقهم فِي قَوَاعِد العقائد فرقا وأصنافا يتطابقون إئتلافا ويتقاطعون اخْتِلَافا فافترقوا فِي المعتقدات جحُودًا واعترافا وتعسفا وانصافا واعتدالا وإسرافا كَمَا تباينوا أصلا وأوصافا هَذَا غَنِي يتضاعف كل يَوْم مَا لَهُ أضعافا وَهُوَ يَأْخُذ جزَافا وَينْفق جزَافا وَهَذَا ضَعِيف يعول ذُرِّيَّة ضعافا يعوزه قوت يَوْم حَتَّى سَأَلَ النَّاس إلحافا وَهَذَا مَقْبُول فِي الْقُلُوب لَا يلقِي فِي حَاجته إِلَّا إِجَابَة وإسعافا وَهَذَا مبغض لِلْخلقِ تهتضم حُقُوقه ضيما وإجحافا وَهَذَا تَقِيّ موفق يزْدَاد كل يَوْم فِي ورعه وتقواه إسرافا وإشراقا وَهَذَا مخذول يزْدَاد على مر الْأَيَّام

اسم الکتاب : فضائح الباطنية المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 1
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست