responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت محب الدين الخطيب المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 215
[الاحتجاج على الحق بقلة أهله]
الاحتجاج على الحق بقلة أهله (السابعة) : الاعْتِمادُ عَلى الكَثْرَةِ، والاحْتِجاجُ بالسَّوادِ الأعْظمِ والاحْتِجاجُ عَلى بُطْلانِ الشَّيْءبِقِلَّةِ أهلِهِ. فَأنْزَلَ الله تَعالى ضِدَّ ذَلِكَ وما يُبْطِلُهُ، فَقَالَ في [الأنعام: 116-117] : {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ - إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [الأنعام: 116 - 117]
فالكثرةُ على خِلافِ الحَقِّ لا تستوجِبُ العُدول عَنِ اتِّباعِهِ لِمَنْ كانَ لَهُ بَصيرةٌ وَقَلب، فالحقُّ أحَقُّ بالاتِّباع، وإن قَلَّ أنْصارُهُ؛ كما قال تَعالى [ص: 24] : {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص: 24] فأخْبَرَ الله عن أهلِ الحَقِّ أنَهم قليلون. غيرَ أنَّ القلَّةَ لا تَضرُّهُمْ.
تُعَيِّرُنا أنِّا قَليلٌ عَدِيدُنا ... فَقُلْتُ لَهُمْ إِنَّ الكِرامَ قَليلُ (1)
فالمقصودُ أنَّ مَن لَهُ بَصيرةٌ ينظرُ إلى الدَّليلِ، ويأخذُ ما يَسْتنتِجُهُ البُرْهانُ، وإنْ قَلَّ العارِفونَ بِهِ، المُنْقادونَ لهُ، ومن أخَذَ ما عَليه الأكثرُ، وما ألِفَتْهُ العامَّةُ من غيرِ نظر لدليلِ فهو مخطئٌ، سالك سبيلَ الجاهِلِية، مقدوحٌ عند أهلِ البصائرِ.

[الاستدلال على بطلان الشيء بكونه غريبًا]
الاستدلال على بطلان الشيء بكونه غريبًا. (الثامنة) الاستدلال على بطلان الشيء بكونه غريبًا. فرد الله تَعالى ذلك بقوله في [هود: 116] : {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} [هود: 116] ومعنى الآية: (فَلولَا كاَنَ) تحضيضٌ فيه معنى التفجُّع، أي: فهل كان (مِنَ القُرونِ) أي الأقوام المقتربة في زمان واحد {مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ} [هود: 116] أي ذوو خصلة باقية من الرأي والعقل، أو ذَوو فضل، على أن يكون البقية اسمًا للفضل، والهاءُ [2] .

(1) للسموأل.
[2] أي هاء التأنيث في "بقية".
اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت محب الدين الخطيب المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست