responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت محب الدين الخطيب المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 212
[التفرق]
التفرق (الثانية) : أنهم مُتَفَرِّقونَ، ويَرَوْنَ السَّمْعَ والطَّاعةَ مَهانَةً ورَذالةً. فَأمَرَهُمُ الله بالاجتِماعِ، وَنَهاهُم عَن التفْرقة فقالَ عزَّ ذكرُه [آل عمران: 102 -103] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ - وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 102 - 103]
يُقالُ: أرادَ سُبحانه بما ذُكرَ ما كانَ بين الأوسِ والخَزْرجِ مِنَ الحُروبِ التي تَطاوَلَت مِائةً وَعِشرينَ سَنَةً، إِلى أنْ أَلَّفَ سُبحانَه بينهم بالإِسلام، فَزالتِ الأحقادُ، قاله ابنُ إسحاقَ، وكان يومُ بُعاث آخِرَ الحُروبِ التي جَرَت بينهم، وقد فُصِّلَ ذلكَ في "الكامل " ومِن النَّاسِ مَن يقولُ: أراد ما كان بَيْنَ مُشركي العَرَبِ مِنَ التَّنازعُ الطَّويلِ والقتالِ العريضِ، ومنه حربُ البَسوسِ، كما نُقلَ عن الحَسَنِ رضي الله عنه. وَقَالَ تَعالى [التغابن: 16] : {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا} [التغابن: 16] إلى غيرِ ذلِكَ من الآيات النَّاصَّةِ على النَّهي عنِ الاستبدادِ والتَّفَرُّقِ وعَدَمِ الانقيادِ والطَّاعة مِمَّا كانَ عليه أهلُ الجاهِلِيَّة.

[مخالفة ولي الأمر]
مخالفة ولي الأمر (الثالثة) أنَّ مُخالَفةَ وليِّ الأمْرِ، وعَدمَ الانقيادِ له عندهم فضيلةٌ، وبعضهم يجعلهُ دينا. فخالفهم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في ذلك، وأمَرهم بالصَّبْرِ على جَوْرِ الوُلاةِ والسَّمعِ والطَّاعة والنّصيحةِ لَهُمْ، وَغَلَّظ في ذلك وأبدى وأعادَ. وهذه الثلاثُ هي التي وَرَدَ فيها ما في الصَّحيح صلى الله عليه وسلم: «يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ولا تُشْرِكوا به شَيْئا، وأنْ تَعْتَصِموا بِحَبل الله جَميْعا، وأن تُناصِحوا مَنْ وَلاَهُ الله أمرَكُم» . وروى البُخاريُّ عن ابنِ عبَّاس عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَن كَرِهَ مِنْ أميرِه شَيْئا، فلْيَصْبِرْ، فإِنه مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلطانِ شِبْرًا، ماتَ مِيْتةً جاهِلِيةً» وَرَوى

اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت محب الدين الخطيب المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست