responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت علي مخلوف المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 70
والكل يقول باستقلال الدهر بالتأثير.
وقد جاء النهي عن سب الدهر.
أخرج مسلم: «لا يسب أحدكم الدهر، فإن الله هو الدهر» [1] .
وفي رواية لأبي داود والحاكم [2] «قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يقول: يا خيبة الدهر، فلا يقل أحدكم: يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أُقَلِّبُ ليله ونهاره» [3] .
وروى الحاكم [4] - أيضا -: «يقول الله عز وجل: استقرضت عبدي فلم يقرضني، وشتمني عبدي وهو لا يدري، يقول: وادهراه! وأنا الدهر» .
وروى البيهقي [5] «لا تسبوا الدهر، قال الله عز وجل: أنا الأيام والليالي، أجددها وأُبْليها، وآتي بملوك بعد ملوك» .
ومعنى ذلك أن الله تعالى هو الآتي بالحوادث، فإذا سببتم الدهر على أنه فاعل وقع السب على الله عز وجل.
{وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} [الجاثية: 24] أي: ليس لهم بما ذُكِرَ من قصر الحياة على ما في الدنيا، ونسبة الإهلاك إلى الدهر علم مستند إلى عقل أو نقل.
{إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24] أي: ما هم إلا قوم قصارى أمرهم الظن والتقليد من غير أن يكون لهم ما يصح أن يُتَمَسَّك به في الجملة.
وقد ذكرنا في غير هذا الموضع ما يتعلق بالدهريين.

[1] رواه مسلم في (الألفاظ من الأدب وغيرها: 5867) .
[2] أبو داود في سننه بنحوه برقم (5274) ، وهو آخر حديث في السنن عنده، والحاكم في مستدركه (كتاب التفسير تفسير سورة حم الجاثية: 2 / 453) ، وقال: " هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يخرجاه هكذا ".
[3] وفي رواية لمسلم في (الألفاظ: 5864) : " قال الله تبارك وتعالى: يؤذيني ابن آدم يقول: يا خيبة الدهر، فلا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أقلب ليله ونهاره، فإذا شئت قبضتهما " فاستدراك الحاكم وهم منه أن مسلما لم يخرجه.
[4] في مستدركه (كتاب التفسير باب تفسير سورة حم الجاثية: 2/ 453) ، وقال: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة ".
[5] في السنن الكبرى (3 / 365) .
اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت علي مخلوف المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست