اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت علي مخلوف المؤلف : الآلوسي، محمود شكري الجزء : 1 صفحة : 151
فقد أخرج الإمام أحمد والطبراني [1] وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «مر الملأ من قريش على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده صُهَيْب وعمَّار وبلال وخَبَّاب ونحوهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا: يا محمد، رضيت هؤلاء من قومك! {أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا} [الأنعام: 53] أنحن نكون تبعا لهؤلاء؟! اطردهم عنك، فلعلك إن طردتهم أن نتبعك. فأنزل الله تعالى فيهم القرآن: {وَأَنْذِرْ بِهِ} [الأنعام: 51] إلى قوله سبحانه: {فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 52] » .
وأخرج ابن جرير [2] وأبو الشيخ والبيهقي في " الدلائل " وغيرهم عن خباب قال: «جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري، فوجدا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاعدا مع بلال وصهيب وعمار وخباب في أناس ضعفاء من المؤمنين، فلما رأوهم حوله حَقَروهم، فأتوه، فخَلَوا به، فقالوا: نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا العرب به فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك، فنستحيي أن ترانا قعودا مع هؤلاء الْأَعْبُد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت، قال: نعم، قالوا: فاكتب لنا عليك بذلك كتابا، فدعا بالصحيفة، ودعا عليا ليكتب - ونحن قعود في ناحية - إذ نزل جبريل بهذه الآية: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ} [الأنعام: 52] إلخ، ثم دعانا، فأتيناه وهو يقول: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54] فكنا نقعد معه، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا، فأنزل الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28] فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقعد معنا، فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم» .
وأخرج ابن المنذر وغيره عن عكرمة قال: " مشى عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وقُرَظَة بن عبد عمرو بن نوفل، والحارث بن عامر بن نوفل، ومطعم بن عدي في أشراف الكفار من عبد مناف إلى أبي طالب، فقالوا: لو أن ابن أخيك طرد عنا هؤلاء الأعْبُد [1] أحمد في مسنده (1 / 420) ، والطبراني في المعجم الكبير (10 / 268) . [2] في تفسيره (7 / 201) .
اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت علي مخلوف المؤلف : الآلوسي، محمود شكري الجزء : 1 صفحة : 151