اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت علي مخلوف المؤلف : الآلوسي، محمود شكري الجزء : 1 صفحة : 124
[الثانية والسبعون زعمهم أنهم أولياء لله من دون الناس] الثانية والسبعون زعمهم أنهم أولياء لله من دون الناس دليل هذه المسألة قوله تعالى في سورة " الجمعة " [6] : {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا} [الجمعة: 6] أي: تهودوا، أي: صاروا يهودا.
{إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ} [الجمعة: 6] أي: أحباء له سبحانه، ولم يضف (أولياء) إليه تعالى كما في قوله سبحانه: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ} [يونس: 62] ليُؤْذِن بالفرق بين مدعي الولاية ومن يخصه بها.
{مِنْ دُونِ النَّاسِ} [البقرة: 94] أي: متجاوزين عن الناس.
{فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} [البقرة: 94] أي: فتمنوا من الله أن يميتكم، وينقلكم من دار البلية إلى محل الكرامة.
{إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 94] في زعمكم، واثقين بأنه حق، فتمنوا الموت؛ فإنه من أيقن أنه من أهل الجنة أحب أن يتخلص إليها من هذه الدار التي هي قرارة الأنكاد والأكدار.
وأُمِرَ صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول لهم ذلك إظهارا لكذبهم، فإنهم كانوا يقولون: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18] ويدعون أن الآخرة لهم عند الله خالصة، ويقولون: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا} [البقرة: 111] كما أخبر تعالى عن الكتابيين في كتابه، فقال جل شأنه: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 111 - 112]
ورويَ «أنه لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتبت يهود المدينة ليهود خيبر: إن اتبعتم
اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت علي مخلوف المؤلف : الآلوسي، محمود شكري الجزء : 1 صفحة : 124