اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت علي مخلوف المؤلف : الآلوسي، محمود شكري الجزء : 1 صفحة : 117
[الرابعة والستون النقص من العبادة]
الرابعة والستون النقص منها كتركهم الوقوف قال تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199] أي: من عرفة، لا من مزدلفة [1] .
والخطاب عامٌّ، والمقصود إبطال ما كان عليه الْحُمْس من الوقوف بِجَمْعٍ.
فقد أخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحمس، وكانت سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يأتي عرفات، ثم يقف بها، ثم يفيض منها، فذلك قوله سبحانه: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199] » [2] .
ومعناها: ثم أفيضوا أيها الْحُجَّاج من مكان أفاض جنس الناس منه قديما وحديثا، وهو عرفة، لا من مزدلفة.
[الخامسة والستون تَعَبُّدُهم بترك أكل الطيبات من الرزق وترك زينة الله التي أخرج لعباده]
الخامسة والستون تَعَبُّدُهم بترك أكل الطيبات من الرزق، وترك زينة الله التي أخرج لعباده قال تعالى في سورة " الأعراف " [31 - 32] : [1] فكانوا يتركون الوقوف بعرفة مع علمهم أنها من مشاعر إبراهيم عليه السلام، لكن ابتدعوا من عندهم الوقوف بمزدلفة، وقالت عائشة رضي الله عنها: " كان الناس يُفيضون من عرفات، وكانت الحمس يفيضون من المزدلفة، يقولون: لا نفيض إلا من الحرم، فلما نزلت (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) رجعوا إلى عرفات " رواه مسلم في (الحج: 2955) . وكان من توفيق الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة أنه كان يقف بعرفة مع الناس كما رواه مسلم برقم (2956) . [2] رواه البخاري في (التفسير سورة البقرة: 4520) ، ومسلم في (الحج: 2954) .
اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت علي مخلوف المؤلف : الآلوسي، محمود شكري الجزء : 1 صفحة : 117