اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت علي مخلوف المؤلف : الآلوسي، محمود شكري الجزء : 1 صفحة : 104
وقد أطال الكلام في هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية في كثير من كتبه [1] ولخص ذلك في كتابه " جواب أهل الإيمان في التفاضل بين آيات القرآن ".
ومن الناس من فرق بين مذهب السلف ومذهب الحشوية، بأن مذهب الحشوية ورود ما يتعذر التوصل إلى معناه المراد مطلقا، فالاستواء - مثلا - عندهم له معنى يتوصل إليه بمجرد سماعه كل من يعرف الموضوعات اللغوية، إلا أنه غير مراد؛ لأنه خلاف ما يقتضيه دليل العقل والنقل، ومعنى آخر يليق به - تعالى - لا يعلمه إلا هو عز وجل.
وكيف يكون مذهب السلف هو مذهب الحشوية وقد رأى الحسن البصري الذي هو من أكابر السلف سقوط قول الحشوية، ولم يرض أن يقعد قائله تجاهه؟!
والمقصود أن أهل الباطل من المبتدعة رموا أهل السنة والحديث بمثل هذا اللقب الخبيث.
قال أبو محمد عبد الله بن قتيبة في " تأويل مختلف الأحاديث ": " إن أصحاب البدع سموا أهل الحديث بالحشوية، والنابتة، والمتجبرة، والجبرية، وسموهم الغثاء، وهذه كلها أنباز لم يأت بها خبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما أتى:
في القدرية [2] «أنهم " مجوس هذه الأمة، إن [3] مَرِضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوا جنائزهم» [4] .
وفي الرافضة: «يكون قوم في آخر الزمان يسمون الرافضة، يرفضون الإسلام، [1] ومنها رسالة " الإكليل في المتشابه والتأويل "، و" الفرقان بين الحق والباطل " ضمن مجموع الفتاوى (13 / 143 - 147) ، و" الرسالة التدمرية ". [2] القدرية ليست طائفة مستقلة، وإنما تطلق على كل من نفى القدر. [3] في الأصل: (فإن) ، وفي سنن أبي داود (إن) . [4] حسن بمجموع طرقه: رواه أبو داود في (السنة باب في القدر: 4691) .
اسم الکتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت علي مخلوف المؤلف : الآلوسي، محمود شكري الجزء : 1 صفحة : 104