بن مالك قال: "قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم هذه الآية {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [1] وقال: " قال ربكم: أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي إله، فمن اتقى أن يجعل معي إلها كان أهلا أن أغفر له2".
قال المصنف - رحمه الله -: "تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة فإنك إذا جمعت بينه وبين حديث عتبان تبين لك معنى قوله: "لا إله إلا الله". وتبين لك خطأ المغرورين.
وفيه أن الأنبياء يحتاجون للتنبيه على فضل "لا إله إلا الله"، والتنبيه لرجحانها بجميع المخلوقات، مع أن كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه. وفيه إثبات الصفات خلافا للمعطلة. وفيه أنك إذا عرفت حديث أنس وقوله في حديث عتبان: " إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " تبين لك أن ترك الشرك ليس قولها باللسان فقط". [1] سورة المدثر آية: 56.
2 أحمد (3/142 , 243) . والترمذي: كتاب التفسير (3328) : باب ومن سورة الحشر، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (1/139) ، وابن ماجة: كتاب الزهد (4299) : باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة. وضعفه الترمذي بقوله: "هذا حديث غريب, وسهيل ليس بالقوي في الحديث" اهـ. وسهيل هو ابن أبي حزم القطيعي ضعيف كما في التقريب (1/338) .