responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 407
ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر " الرحمن " أنكروا ذلك. فأنزل الله فيهم {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} [1].
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن إسحاق بن سويد أن يحيى بن يعمر وأبا فاختة تراجعا هذه الآية {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} [2] فقال أبو فاختة: "هن فواتح السور، منها يستخرج القرآن {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ} منها استخرجت البقرة، و {الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} [3] منها استخرجت آل عمران. وقال يحيى: هن اللاتي فيهن الفرائض، والأمر والنهي والحلال والحرام، والحدود وعماد الدين". 4
وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: "المحكمات فيهن حجة الرب وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس فيه تصريف ولا تحريف عما وضعت عليه. "وأخر متشابهات" في الصدق، لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله بهن العباد كما ابتلاهم بالحلال والحرام، لا يصرفن إلى الباطل ولا يحرفن عن الحق".
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان إنما قال: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} ؛ لأنه ليس من أهل دين لا يرضى بهن. {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [5] يعني فيما بلغنا "الم" و "المص" و "المر".
قلت: وليس في هذه الآثار ونحوها ما يشعر بأن أسماء الله تعالى وصفاته من المتشابه، وما قال النفاة من أنها من المتشابه دعوى بلا برهان.
قوله: "ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن أنكروا ذلك فأنزل الله فيهم {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} . روى ابن جرير عن قتادة: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حين صالح قريشا كتب "هذا ما صالح عليه محمد رسول الله، فقال مشركو قريش: "[6] لئن كنت رسول الله ثم قاتلناك لقد ظلمناك، ولكن أكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله. فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله دعنا نقاتلهم. فقال: لا. اكتبوا كما يريدون: إني محمد بن عبد الله. فلما كتب الكاتب "بسم الله
فيه مسائل:
الأولى: عدم الإيمان بجحد شيء من الأسماء والصفات.
الثانية: تفسير آية الرعد.
الثالثة: ترك التحديث بما لا يفهم السامع.
الرابعة: ذكر العلة أنه يُفضي إلى تكذيب الله ورسوله ولو لم يتعمد المنكر.
الخامسة: كلام ابن عباس لمن استنكر شيئا من ذلك وأنه أهلكه.

[1] سورة الرعد آية: 30.
[2] سورة آل عمران آية: 7.
[3] سورة آل عمران آية: 1-2.
4 تمام الأثر عند ابن جرير: "وضرب لذلك مثلا. فقال: أم القرى مكة. وأم خراسان مرو. وأم المسافرين: الذي يجعلون إليه أمرهم. ويعنى بهم في سفرهم. قال: فذاك أمهم".
[5] سورة آل عمران آية: 7.
[6] الذي كان يقول ذلك هو سهيل بن عمرو الذي ندبته قريش ليتولى عنها عقد هذا الصلح مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
اسم الکتاب : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 407
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست