الثانية عشرة: صفة ركوب بعضهم بعضا.
الثالثة عشرة: إرسال الشهاب.
الرابعة عشره: أنه تارة يدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وتارة يلقيها في أُذن وليه من الإنس قبل أن يدركه.
الخامسة عشرة: كون الكاهن يصدُق بعض الأحيان.
السادسة عشرة: كونه يكذب معها مائة كذبة.
السابعة عشرة: أنه لم يصدق كذبه إلا بتلك الكلمة التي سُمعت من السماء.
الثامنة عشرة: قبول النفوس للباطل، كيف يتعلقون بواحدة ولا يعتبرون بمائة؟
التاسعة عشرة: كونهم يتلقى بعضهم من بعض تلك الكلمة، ويحفظونها ويستدلون بها.
العشرون: إثبات الصفات خلافا للأشعرية المعطلة.
الحادية والعشرون: أن تلك الرجفة والغشي خوفا من الله عز وجل.
الثانية والعشرون: أنهم يخرون لله سجدا.
باب الشفاعة1
وقول الله عز وجل: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [2]. وقوله: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} [3].
قوله: "باب الشفاعة" أي بيان ما أثبته القرآن منها وما نفاه، وحقيقة ما دل القرآن على إثباته.
1 في قرة العيون: الشفاعة نوعان. شفاعة منفية في القرآن; وهي الشفاعة للكافر والمشرك. قال تعالى: (2: 254) (من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة) . وقال: (74: 48) (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) . وقال: (2: 48) (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون) ونحو هذه الآيات كقوله: (10: 18) (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض) . يخبر تعالى أن من اتخذ هؤلاء شفعاء عند الله أنه لا يعلم أنهم يشفعون له بذلك، وما لا يعلمه لا وجود له، فنفى وقوع الشفاعة وأخبر أنها شرك بقوله: (سبحانه وتعالى عما يشركون) . وقال تعالى: (39: 3) (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) فأبطل شفاعة من اتخذ شفيعا بزعم أنه يقربه إلى الله، وهو يبعده عنه وعن رحمته ومغفرته؛ لأنه جعل الله شريكا يرغب إليه ويرجوه ويتوكل عليه ويحبه كما يحب الله تعالى أو أعظم. "النوع الثاني" الشفاعة التي أثبتها القرآن وهي خالصة لأهل الإخلاص; وقيدها تعالى بأمرين: الأول: إذنه للشافع أن يشفع كما قال تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) . وإذنه تعالى لا يصدر إلا إذا رحم عبده الموحد المذنب; فإذا رحمه الله تعالى أذن للشافع أن يشفع له. الأمر الثاني: رضاه عمن أذن لشافع أن يشفع فيه. كما قال تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) فالإذن بالشفاعة له بعد الرضاء; كما في هذه الآية, وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد. [2] سورة الأنعام آية: 51. [3] سورة الزمر آية: 44.