بائن من خلقه" تمسكا منه بالقرآن لقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [1] {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [2] في سبعة مواضع من القرآن.
قوله: {الْكَبِيرُ} أي الذي لا أكبر منه ولا أعظم منه تبارك وتعالى.
قوله: "في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك، حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، - ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض. " وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا:؟ كذا وكذا. فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء". 3
ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم
قوله: "في الصحيح" أي صحيح البخاري [4].
قوله: "إذا قضى الله الأمر في السماء" أي إذا تكلم الله بالأمر الذي يوحيه إلى جبريل بما أراده، كما صرح به في الحديث الآتي، وكما روى سعيد بن منصور وأبو داود وابن جرير عن ابن مسعود: " إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كجر السلسلة على الصفوان "[5].
وروى ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال: " لما أوحى الجبار إلى محمد صلي الله عليه وسلم دعا الرسول من الملائكة ليبعثه بالوحي، فسمعت الملائكة صوت الجبار يتكلم بالوحي. فلما كشف عن قلوبهم سألوا عما قال الله. فقالوا: الحق. وعلموا أن الله لا يقول إلا حقا "[6].
قوله: "ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله" أي لقول الله تعالى. قال الحافظ: [1] سورة طه آية: 5. [2] سورة الفرقان آية: 59.
3 البخاري (4800) في تفسير سورة سبأ باب (حتى إذا فزع عن قلوبهم) (4701) في التفسير: سورة الحجر: باب (إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين) . [4] رواه في تفسير قوله: (إلا من استرق السمع) من سورة الحجر, وفي تفسير سورة سبأ وغيره هذين الموضعين. حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا عمرو بن دينار عن عكرمة عن أبي هريرة. ورواه مسلم وأبو داود نحو هذا. [5] أخرجه البخاري معلقا بنحوه في كتاب الترحيد (13/ 452 , 453) . ووصله أبو داود (4738) في السنة: باب في القرآن. وابن خزيمة في التوحيد (ص 145) . والبيهقي في الأسماء والصفات (ص 201) . وغيرهم بإسناد صحيح وقد اختلف فيه على وقفه ورفعه كما في الفتح (13/ 456) . [6] البخاري (2210) : كتاب بدء الخلق: باب ذكر الملائكة.