responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 145
كلمات: لعن الله من ذبح لغير الله; ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من آوى محدثا; ولعن الله من غير منار الأرض " رواه مسلم من طرق وفيه قصة.
ورواه الإمام أحمد كذلك عن أبي طفيل قال: " قلنا لعلي: أخبرنا بشيء أسره إليك رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: ما أسر إلي شيئا كتمه الناس; ولكن سمعته يقول: لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثا، ولعن الله من لعن والديه، ولعن الله من غير تخوم الأرض، يعنى المنار " [1].
وعلي ابن أبي طالب: هو الإمام أمير المؤمنين أبو الحسن الهاشمي ابن عم النبي صلي الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء; كان من أسبق السابقين الأولين، ومن أهل بدر وبيعة الرضوان، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، ورابع الخلفاء الراشدين، ومناقبه مشهورة رضي الله عنه، قتله ابن ملجم الخارجي في رمضان سنة أربعين.
قوله: "لعن الله" اللعن: البعد عن مظان الرحمة ومواطنها. قيل: واللعين والملعون من حقت عليه اللعنة، أو دعي عليه بها. قال أبو السعادات: أصل اللعن: الطرد والإبعاد من الله، ومن الخلق السب والدعاء.
قال شيخ الإسلام - رحمه الله - ما معناه: إن الله تعالى يلعن من استحق اللعنة بالقول كما يصلي سبحانه على من استحق الصلاة من عباده. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [3] وقال: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً} [4] وقال: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً} [5]. والقرآن كلامه تعالى أوحاه إلى جبريل - عليه السلام - وبلغه رسوله محمدا صلي الله عليه وسلم. وجبريل سمعه منه كما سيأتي في الصلاة إن شاء الله تعالى، فالصلاة ثناء الله تعالى كما تقدم. فالله تعالى هو المصلي وهو المثيب، كما دل على ذلك الكتاب والسنة; وعليه سلف الأمة. قال الإمام أحمد - رحمه الله -: "لم يزل الله متكلما إذا شاء".
قوله: "من ذبح لغير الله" قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى -: " {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} 67 ظاهره: أنه ما ذبح لغير الله، مثل أن يقول: هذا ذبيحة لكذا.
وإذا كان هذا

1
[3] سورة الأحزاب آية: 43-44.
[4] سورة الأحزاب آية: 64.
[5] سورة الأحزاب آية: 61.
6 سورة البقرة آية: 173.
7 وفي سورة المائدة الآية الثالثة. وسورة الأنعام الآية (145) ، وسورة النحل الآية (115) (وما أهل لغير الله به) وأصل الإهلال: رفع الصوت والإعلام. فالمقصود بما أهل به لغير الله: ما أعلن عنه أنه منذور به لغير الله. سواء كان هذا الإهلال والإعلام قبل الذبح كأن يقال: هذه شاة السيدة فلانة والسيد فلان، فيعرف الناس ذلك, وأنها مهل بها لغير الله ولو سمى الذابح باسم الله، فإن هذه التسمية اللفظية لاغية، والعبرة بالإهلال الحقيقي بما انطوى عليه من قصد التقرب، به لغير الله. (وكذلك أيضا ما سمى من الطعام أو الشراب أو غيره نذرا وقربة لغير الله. فكل طعام ليوزع على العاكفين عند هذه القبور والطواغيت) (*) باسمها وعلى بركتها هو مما أهل به لغير الله.
اسم الکتاب : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست