وفيها: أن الاعتبار في الأحكام بالمعاني لا بالأسماء، ولهذا جعل النبي صلي الله عليه وسلم طلبتهم كطلبة بني إسرائيل، ولم يلتفت إلى كونهم سموها ذات أنواط. فالمشرك مشرك وإن سمى شركه ما سماه، كمن يسمي دعاء الأموات والذبح والنذر لهم ونحو ذلك تعظيما ومحبة، فإن ذلك هو الشرك وإن سماه ما سماه. وقس على ذلك.
قوله: " لتركبن سنن من كان قبلكم " بضم[1] الموحدة وضم السين أي طرقهم [1] أي اليهود والنصارى, وقد وقع كما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - في هذه الأمة فركبوا طريق من كان قبلهم ممن ذكرنا كما هو في الأحاديث الصحيحة، كحديث: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقدة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: "فمن؟ " وهو في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه _. وفي رواية: "ومن الناس إلا أولئك؟ ".