responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : حامد بن محسن    الجزء : 1  صفحة : 231
عليها المساجد والسرج" [1]. وقال صلى الله عليه وسلم: "لعن اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذر ما فعلوا" [2]. وقال: "إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك" [3]. وقال: "اللهم لا نجعل قبري وثناً يعبد من بعدي" [4]. وقد اتفق أئمة الدين على أنه لا يشرع بناء المساجد على القبور ولا أن يعلق عليها الستور ولا أن ينذر لها النذور ولا أن يوضع عندها الذهب والفضة، بل حكم هذه الأموال أن تصرف في مصالح المسلمين إذا لم يكن لها مستحق معين ويجب هدم كل مسجد بني على قبر كائن من كان، فإن ذلك من أكبر أسباب عبادة الأوثان كما قال تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} . [نوح: 32] .
قال السلف: هذه أسماء رجال صالحين فماتوا فعكفوا على قبورهم ثم عبدوهم، ومن نذر نذراً لها لم يجز الوفاء به لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" [5]. وعليه كفارة يمين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كفارة نذر كفارة يمين" [6]. إلى أن قال: ومن اعتقد أن النذر لها ينفع أو له أجر فهو

[1] أخرجه أبو داود (3236) والترمذي (320) وابن ماجه (1575) من حديث ابن عباس مرفوعاً.
[2] أخرجه البخاري ([1]/422) ومسلم (531) من حديث عائشة وابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعاً.
[3] أخرجه مسلم (532) من حدث جندب مرفوعاً.
[4] أخرجه أحمد ([2]/246) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً. وإسناده صحيح.
[5] أخرجه البخاري (6696) وأبو داود (3289) والترمذي (1526) والنسائي (7/17) وابن ماجه (2126) من حديث عائشة -رضي الله عنها- مرفوعاً.
[6] أخرجه البخاري (6608) ومسلم (3/1361 عبد الباقي) من حديث أبي هريرة مرفوعاً.
باب بيان شيء من أنواع السحر
...
رخوة فيخط فيها خطوطاً بالعجلة لئلا يلحقها ثم يرجع فيمحو منها ما مهل خطين خطين وغلامه يقول للتفال: ابني عيان أسرعا لبيان فإن بقي خطان فهما علامة النجح وإن بقي خط واحد فهو علامة الخيبة، قال صاحب النهاية المشار إليه: علم معروف وللناس فيه تصانيف كثيرة ويستخرجون به الضمير وغيره على زعمهم هذا.
قلت: كيف يتصور استخراج الضمير وغيره من الغيوبات وقد قال الله تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} . [النمل: 65] . وقال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} . [الأنعام: 59] . وقال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} . [الجن: 26، 27] . قال صاحب الكشاف وقد بطل بهذه الآيات كرامات الأولياء بادعائهم الغيب فيه اللهم إلا أن يكون من نوع الفراسة لقوله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" [1]. قاله أكثر أهل العلم.
ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد"، رواه أبو داود وإسناده صحيح[2]. وللنسائي من حديث أبي هريرة: "من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئاً وكل

[1] أخرجه الترمذي (3127) من طريق عطية عن أبي سعيد. وضعفه الترمذي بقوله: "هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه". قلت: وعطية هو ابن سعيد العوفي.
[2] أخرجه أبو داود (3905) وابن ماجه (3726) من حديث ابن عباس.
اسم الکتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : حامد بن محسن    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست