responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غاية المرام في علم الكلام المؤلف : الآمدي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 332
وَلَا مِمَّا لَا تظهر على يَد غَيره وَإِنَّمَا تحدى بِمَا هُوَ الخارق واقترانه بدعوته ووقوعه على وفْق مقَالَته وإرادته وَذَلِكَ كَمَا إِذا قَالَ أَنا رَسُول وَآيَة صدقى نزُول الْمَطَر فى هَذِه الْحَالة وَلَيْسَ ثمَّ غيم وَلَا تصاعد أبخرة وَلَا عَلامَة دَالَّة على نزُول الْمَطَر فَإِنَّهُ إِذا نزل الْمَطَر كَانَ ذَلِك آيَة صدقه من حَيْثُ وُقُوعه على وفْق مقَالَته وَعدم دُخُوله تَحت قدرته وَإِن كَانَ نزُول الْمَطَر فى نَفسه لَيْسَ بخارق وَلَا نَادِر وَكَذَلِكَ الْكَلَام فى حق كل من ظهر هَذَا الخارق على يَدَيْهِ مقترنا بالتحدى فَإِنَّهُ يجب القَوْل بتصديقه فِي قَوْله والأجابة لدعوته نعم ان تصور مِنْهُ التحدى والإخبار بِأَن آيَة صدقه أَن مَا ظهر على يَده لَا يظْهر على يَد غَيره فَإِن معجزته لَا تتمّ إِلَّا بِعَدَمِ ظُهُور ذَلِك إِلَّا على يَده إِذْ الإعجاز لَيْسَ إِلَّا فِيهِ فَإِن ظهر على يَد غَيره فَإِن ذَلِكُم لَا يكون آيَة على صدقه بل يتَبَيَّن بِهِ كذبه فى مقَالَته
وَأما الْإِشَارَة إِلَى عدم تَمْيِيز المعجزة عَن الكرامات وَالسحر والطلسمات وَغير ذَلِك من الامور العجيبات فَالْجَوَاب الإجمالى فِيهِ هُوَ أَن ادِّعَاء أَن كل مَقْدُور لله تَعَالَى مِمَّا يُمكن تَأتيه بِهَذِهِ الْأُمُور مِمَّا يعلم بُطْلَانه بِالضَّرُورَةِ فَإِن أحدا من الْعُقَلَاء لَا يجوز انْتِهَاء السحر والطلسم وَغَيره من الصَّنَائِع إِلَى فلق الْبَحْر وإحياء الْمَيِّت وإبراء الاكمه والأبرص
وَإِن قيل بالتفاوت فقد جوز من جِهَة الْعقل تصور تَصْدِيق للرسول بِمَا لَا يَتَأَتَّى من السحر وَلَا بِغَيْرِهِ وَهُوَ مَا وَقع مقصودنا هَهُنَا وَلَيْسَ تشوفنا إِلَّا للْفرق من جِهَة التَّفْصِيل فيسدعى ذَلِك تَحْقِيق المعجزة وَبَيَان خواصها الَّتِى لَا يشاركها فِيهَا غَيرهَا فَنَقُول

اسم الکتاب : غاية المرام في علم الكلام المؤلف : الآمدي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 332
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست