responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غاية المرام في علم الكلام المؤلف : الآمدي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 329
وَذَلِكَ محَال وَلَيْسَ انْتِفَاء دَلِيل الْإِثْبَات فى بعض الْأَوْقَات دَلِيلا على إِيجَاب النفى بِخِلَاف دلَالَته فى حَالَة الْإِثْبَات فَلَا تعَارض وَعَلَيْك بمراعاة هَذِه الدقيقة وَالْإِشَارَة إِلَى هَذِه الْحَقِيقَة
فَإِن قيل تعلق الْعلم بِتَصْدِيق مثل هَذَا فِي الشَّاهِد ينبنى على قَرَائِن الْأَحْوَال كالأفعال والأقوال من الْمُرْسل وَذَلِكَ مِمَّا يتَعَذَّر الْوُقُوف عَلَيْهِ فِي حق الْغَائِب فَلَا يَصح التَّمْثِيل ثمَّ وَإِن صَحَّ ذَلِك فى حق الْغَائِب وَأَن ذَلِك نَازل مِنْهُ منزلَة التَّصْدِيق بالْقَوْل لَكِن ذَلِك إِنَّمَا يدل على صدقه أَن لَو اسْتَحَالَ الْكَذِب فى حكم الله تَعَالَى وَذَلِكَ إِمَّا أَن يدْرك بِالْعقلِ أَو السّمع لَا سَبِيل إِلَى القَوْل باستحالته عقلا إِذْ قد منعتم أَن يكون الْحسن والقبح ذاتيا وَلَا سَبِيل إِلَى إِدْرَاكه بِالسَّمْعِ إِذْ السّمع مُتَوَقف على صِحَة النُّبُوَّة متوقفة على اسْتِحَالَة الْكَذِب فى حكم الله فَلَو توقف ذَلِك على السّمع كَانَ دورا مُمْتَنعا
قُلْنَا الْمَقْصُود من ضرب الْمِثَال لَيْسَ إِلَّا تقريب الصُّور من الخيال وَإِلَّا فالعلم بِصدق المتحدى بِالنُّبُوَّةِ عِنْد اقتران المعجز الخارق للْعَادَة بِدَعْوَاهُ وَاقع لكل عَاقل بِالضَّرُورَةِ فَإِنَّهُ إِذا قَالَ أَنا رَسُول خَالق الْخلق إِلَيْكُم ويعضد ذَلِك بِمَا يعلم أَنه لَا يقدر على إيجاده أحد من المخلوقين وَلَا يتَمَكَّن من إحداثه شئ مَا الحادثات علم أَن مبدعه وصانعه لَيْسَ إِلَّا مبدع الْعَالم وصانعه وَذَلِكَ عِنْد كل لَبِيب أريب منزل منزلَة التَّصْدِيق لَهُ بالْقَوْل على نَحْو مَا ضَرَبْنَاهُ من الْمِثَال وَمن جرد نظره إِلَى هَذَا الْقدر من الِاسْتِدْلَال فِي الشَّاهِد أَيْضا وجد من نَفسه أَن الْمُدعى صَادِق فى الْمقَال وَإِن قطع النّظر عَن قَرَائِن الْأَحْوَال

اسم الکتاب : غاية المرام في علم الكلام المؤلف : الآمدي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست