اسم الکتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني المؤلف : الآلوسي، محمود شكري الجزء : 1 صفحة : 85
تلامذة الشيخ وموافقيه إما جهل ظاهر، وإما تنابز بالألقاب، وكلا الوجهين لا يخفى حاله.
الوجه الثاني: الكلام على باب الاجتهاد مفروغ منه، فقد أطنب الكلام عليه الأصوليون لاسيما في كتاب "الموافقات"[1]، ومع ذلك فلا بد من ذكر شيء مما يتعلق به على سبيل الاختصار، قالوا[2]: الاجتهاد استفراغ الوسع لتحصيل ظنْ الحكم من فقيه وهو المجتهد المطلق، وشرطه تكليف، لا عدالة إلا لقبول قوله. وملكة: وهي العقل، يُدرك بها المطلوب مطلقاً أو في تلك الواقعة لتجزي الاجتهاد. وفقه النفس، أي: شدة الفهم بالطبع لمقاصد الكلام، حتى يكون له قدرة على استخراج أحكام الفقه من أدلتها، وقوة يقتدر بها على التصرف بالجمع والتفريق، والترتيب والتصحيح والإفساد، فإن ذلك ملاك صنعة الفقه، ومن اتصف بالبلادة والعجز عن التصرف لم يكن من أهل الاجتهاد، ويشترط أيضاً توسط درجته عربية وأصولاً، وعلمه بآيات الأحكام وأحاديثها، وخبرته بمواقع الإجماع، والناسخ والمنسوخ، والمتواتر والآحاد، وأسباب النزول، وحال الرواة والمتون، ويكفيه تقليد الحفاظ وأئمة علم الكلام، وندب له البحث عن [1] كتاب "الموافقات" للشاطبي طبع عدة طبعات، كان أفضلها ط. دار ابن عفان بتحقيق الشيخ سليم الهلالي- وفقه الله تعالى- ثم طُبع طبعة جديدة كاملة بتحقيق الشيخ العالم مشهور بن حسن آل سلمان- حفظه الله تعالى- نشر مكتبة التوحيد بالبحرين. [2] انظر: أقوال الأصوليين وتعريفهم للاجتهاد وشروطه في: "التحصيل من المحصول" للأرموي (2/ 281- وما بعدها) و "المحصول" للرازي (6/ 7- وما بعدها) و "نفائس الأصول" للقرافي (9/ 4006- وما بعدها) و " نهاية الوصول في دراية الأصول" لصفي الدين الأرموي الهندي (9/3785- وما بعدها) و"التمهيد في أصول الفقه" للكلوذاني (4/307- وما بعدها) و"روضة الناظر" لابن قدامة (2/ 223- وما بعدها- ط. الدكتور شعبان محمد إسماعيل) و"نهاية السول في شرح منهاج الوصول" (2/1025) و"التحقيقات في "شرح الورقات" لابن قاوان (ص622- وما بعدها) و"إرشاد الفحول" للشوكاني (3/ 832- وما بعدها ط. الباز) أو (2/ 1025- وما بعدها- ط. دار الفضيلة) أو (ص 818- وما بعدها- ط. ابن كثير) و"البرهان" للجويني (2/ 1316) و "المستصفى" للغزالي (2/350) و"الإحكام" لابن حزم (4/ 525- وما بعدها) ، وغيرها من كتب الأصول.
اسم الکتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني المؤلف : الآلوسي، محمود شكري الجزء : 1 صفحة : 85