responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 587
النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تؤذوني في أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" [1] وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا"[2] قال أهل العلم لا يذكرون إلا بأحسن ذكر. والسمع والطاعة لأئمة المسلمين، وكل من ولي أمر المسلمين عن رضى أو عن غلبة أو شدة، وطاعته من بر أو فاجر فلا يخرج عليه جار أو عدل، ونغزو معه العدو، ونحج معه البيت، ودفع الصدقات إليهم مجزية إذا طلبوها، ونصلي خلفهم الجمعة والعيدين- قاله غير واحد من العلماء- وقال مالك: لا نصلي خلف المبتدع منهم إلا أن نخافه فنصلي خلفه- واختلف في الإعادة- ولا بأس بقتال من دافعك من الخوارج واللصوص من أهل المسلمين وأهل الذمة عن نفسك ومالك، والتسليم للمسلمين لا تعارض برأي ولا تدافع بقياس، وما تأوله منها السلف الصالح تأولناه، وما عملوا به عملناه، وما تركوه تركناه، ويسعنا أن نمسك عما أمسكوا عنه، ونتبعهم فيما بينوا، ونقتدي بهم فيما استنبطوا ورأوه في الحوادث، ولا نخرج من جماعاتهم فيما اختلفوا فيه وفي تأويله، وكل ما قدمنا ذكره فهو قول أهل السنة وأئمة الناس في الفقه والحديث على ما بيناه، وكله قول مالك، فمنه منصوص من قوله ومنه من مذهبه، قال مالك: قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمور سنناً؛ الأخذ بها تصديق لكتاب الله تعالى، واستكمال لطاعته، وقوة على دين الله تعالى، ليس لأحد تبديلها ولا تغييرها، ولا النظر فيما خالفها، من اهتدى بها هدي، ومن استنصر بها نصر، ومن تركها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً[3]. قال مالك:

[1] تقدم تخريجه بلفظ: "لا تسبوا أصحابي..".
[2] أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/ رقم: 10448) وأبو نعيم في "الحلية" (4/108) رفي "الإمامة والرد على الرافضة" (رقم: 198) من حديث عبد الله بن مسعود. وهو حديث صحيح بالشواهد؛ انظر: "الصحيحة" رقم (34) .
[3] الخبر أخرجه: الآجري في "الشريعة" (1/174، 200/ 98، 146- ط. الوليد سيف النصر) والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/ 386) واللالكاني في "شرح أصول الاعتقاد" (1/94/134) وابن بطة في "الإبانة" (رقم: 230، 231) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2/1176/ 2326) والخلال في "السنة" (4/127/1329) والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (1/435-436/455) وفي "شرف أصحاب الحديث" (رقم:50) . وهو أثر صحيح.
وذكره كل من: الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (1/109) والشاطبي في "الاعتصام" (1/144- ط. الشيخ مشهور) والقاضي عياض في "ترتيب المدارك" (1/172) وغيرهم كثير.
اسم الکتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 587
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست