اسم الکتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني المؤلف : الآلوسي، محمود شكري الجزء : 1 صفحة : 54
إني إذا رأيتُ أمراً منكراً ... أجّجْتُ ناري ودعوتُ قنبراً
وفي رواية: لما رأيت الأمر أمراً منكراً إلخ [1].
فهؤلاء هم المسلمون الذين لا يكفرون، وتسمية من عبد غير الله مسلماً فهو إلى أن يعالج عقله أحوج منه إلى أن يقام عليه الدليل.
الأمر الرابع من الأمور التي يجب التنبيه عليها: أن من مكايد الغلاة التي كادوا بها العوام أنهم يقولون: إن الاستغاثة بالأموات، وندائهم في المهمات، وشد الرحال لزيارة قبورهم، وتقديم قرابينهم إليها ونذورهم؛ هو من علامات محبتهم، والتقرب بقربتهم، ومن أنكر ذلك وأبى ما هنالك، ونهى عن زخرفتها وإيقاد السُّرُج عليها، وبناء المساجد عليها، وقصد أهلها في طلب الحاجات، والالتجاء إليها في المهمات؛ فهو من المبغضين للصالحين، والمنكرين لكرامات الأولياء والصدّيقين! إلى غير ذلك من أقوالهم المناسبة لضلالهم، كبُرت كلمة تخرج من أفواههم. فإن من أنكر مثل تلك البدع والضلالات هم المحبون لهم، والمحافظون على هديهم وطريقتهم، وأما هؤلاء الغلاة وأعداء الهداة، فقد أفسدوا الدين، وسدّوا طريق الموحّدين، يعرف ذلك من وقف على أحوالهم، وما قالوه [1] الخبر أخرجه: الآجري في "الشريعة" (3/559/2066، 2067، 2068) وابن الأعرابي في "معجمه" (1/56/ 67) وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/ 342- 343) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 317) والبلاذري في "أنساب الأشراف" (2/ 393- 394- ط. دار الفكر) وابن المؤبد الجويني في "فرائد السمطين" (1/174) من طريق: خارجة بن مصعب، عن سلام بن أبي القاسم، عن عثمان بن أبي عثمان به.
وإسناده ضعيف.
خارجة بن مصعب "ضعيف؛ يدلّس عن المجهولين الكذابين".
وعثمان بن أبي عثمان: "منكر الحديث مجهول" كما في "الميزان".
لكن للحديث طرق أخرى، ذكر بعضها الحافظ في "الفتح" (12/282) وحسّنها.
والخبر ذكره: الملطي في "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع" (ص18) والجوزجاني في "أحوال الرجال" (ص 38) وابن القيم في "الطرق الحكمية" (ص 15) والذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/426- ط. الحجاوي) أو (2/ 404- ط. العلمية) وغيرهم.
اسم الکتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني المؤلف : الآلوسي، محمود شكري الجزء : 1 صفحة : 54