responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 372
فقد غفرتُ لك، ولولا محمد ما خلقتك"[1].

[1] حديث باطل. أخرجه الحاكم (2/615) والبيهقي في "دلائل النبوة" (5/488) من طريق: أبي الحارث عبد الله بن مسلم الفهري، حدثنا إسماعيل بن مسلمة، أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب مرفوعاً.
وقال الحاكم: "صحيح-[وقع في المطبوعة: صيّح]- الإسناد، وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب".
وتعقّبه الذهبي بقوله: "قلت: بل موضوع، وعبد الرحمن واهٍ. قال الحاكم: وهو أول حديث ذكرته له في هذا الكتاب. (قلت) : رواه عبد الله بن مسلم الفهري؛ ولا أدري من ذا، عن إسماعيل بن مسلمة عنه".
وقال شيخ الإسلام- رحمه الله- في "قاعدة جليلة" (ص 73- ط. المكتب الإسلامي) أو (1/254- 255- مجموع الفتاوى) : "ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أنكر عليه، فإنه نفسه قد قال في كتاب "المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم": عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة، لا يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه" اهـ.
وكذا قال الحافظ في "النكت" (1/318) . وانظر كلام الحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (1/199/97) .
وقد قال عنه الطحاوي: "حديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف".
وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (5/233- 234) : " ليس بقوي في الحديث، كان في نفسه صالحاً وفي الحديث واهياً".
وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/57) : "كان ممن يقلب الأخبار وهو لا يعلم، حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل، وإسناد الموقوف؛ فاستحق الترك".
وقال البخاري والنسائي: " ضعّفه عليٌّ جداً". وقال الساجي: "منكر الحديث".
وعبد الله بن مسلم الفهري؛ قال عنه الذهبي في "الميزان" (3/218) : "روى عن إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم خبراً باطلاً: "يا آدم لولا محمد ما خلقتك.." اهـ.
والحديث أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/82- 83) وفي "الأوسط" (6502) من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن زيد به.
وقال: "لا يُروى عن عمر إلا بهذا الإسناد؛ تفرد به أحمد بن سعيد". وقال في " الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا ابنه عبد الرحمن، ولا عن ابنه إلا عبد الله بن إسماعيل المدني، ولا يُروى عن عمر إلا بهذا الإسناد".
قلت: لم يتفرد به عبد الله بن إسماعيل؛ بل تابعه إسماعيل بن مسلمة كما تقدم عند الحاكم والبيهقي.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" (2/248- 249/1012) موقوفاً على عمر رضي الله عنه.
وهذا من خلط عبد الرحمن بن زيد ووهمه.
خلاصة القول: إن الحديث باطل موضوع؛ وانظر لزاماً ما كتبه العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني حول الحديث في "الضعيفة" (25) .
تنبيه: قال العلامة الفقيه الأصولي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ- حفظه الله ونفع به- في كتابه الماتع "هذه مفاهيمنا" (ص25) هامش رقم (1) : "ومن اللطائف أن طبعة المستدرك الهندية وقع فيها خطأ مطبعي؛ هكذا: "هذا حديث صيّح الإسناد"! وصيح الإسناد من قولك: تصيح الشيء؛ إذا تكسَّرَ. كما في "تاج العروس شرح القاموس" (2/186) . فمعنى: صيح الإسناد: متكسّر الإسناد. وهذه عجيبة، ولله حكمة في وقوع هذا الخطأ؛ فيتبصّروا" اهـ.
قلت: وانظر لمزيد من الفائدة "التوسل أنواعه وأحكامه" للشيخ الألباني- رحمه الله- (ص115- وما بعدها) .
اسم الکتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني المؤلف : الآلوسي، محمود شكري    الجزء : 1  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست